رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

تباين بين أهداف تل أبيب وثوابت حماس

تفاصيل المقترح الإسرائيلي لوقف الحرب في غزة

فلسطينيون وسط أنقاض
فلسطينيون وسط أنقاض المباني المدمرة في غزة

في إطار المفاوضات الجارية لوقف حرب غزة، قدمت إسرائيل مقترحًا جديدًا لحركة حماس عبر الوسطاء (مصر وقطر)، يتضمن إطارًا زمنيًا لوقف إطلاق النار، وتبادلًا تدريجيًا للأسرى، إلى جانب إجراءات إنسانية.

ورغم أن المقترح الإسرائيلي يحمل في ظاهره إطارًا إنسانيًا من خلال تبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار، إلا أن بنودًا جوهرية فيه، مثل نزع سلاح المقاومة، تكشف عن محاولة إسرائيلية لفرض شروط ما بعد الحرب مبكرًا، وربما اختبار نوايا حماس بشأن مستقبل غزة الأمني والسياسي.

تفاصيل المقترح الإسرائيلي

يتضمن المقترح الإسرائيلي إطارًا تفاوضيًّا لوقف الحرب الجارية في غزة، وسلسلة خطوات مرحلية تبدأ بإفراج حماس عن أسير يحمل الجنسية الأمريكية كبادرة تجاه الولايات المتحدة، وفق مصادر مطلعة.

إطلاق جندي أمريكي

وقالت المصادر لـ"تفصيلة" إن المقترح ينص على أن تفرج حماس في اليوم الأول من سريان الاتفاق عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي ألكسندر عيدان، وذلك كبادرة حسن نية خاصة موجهة للولايات المتحدة.

هدنة مؤقتة وتبادل للأسرى

وتقترح إسرائيل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 45 يوماً قابلة للتمديد إلى 70 يوماً، يتخلله وقف العمليات العسكرية في غزة، وإدخال مساعدات إنسانية، وبدء تنفيذ صفقات تبادل أسرى بين الجانبين.

وفي اليوم الثاني من الهدنة، يتم الإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل إطلاق سراح 66 أسيرًا فلسطينيًّا محكومًا بالسجن المؤبد، و611 أسيرًا من قطاع غزة.

واشترطت إسرائيل على أن تتم عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون أي استعراضات أو مراسم علنية.

نزع السلاح واليوم التالي 

يشمل المقترح أيضًا بنودًا تدعو إلى بحث ملف نزع السلاح في قطاع غزة، ضمن مفاوضات تبدأ في اليوم الثالث من سريان الاتفاق، وتشمل كذلك مناقشة إعلان وقف إطلاق نار دائم.

كما تقترح إسرائيل أن يبدأ جيش الاحتلال بإعادة الانتشار في منطقة رفح وشمال قطاع غزة بعد الإفراج عن الأسرى الخمسة، على أن يتبع ذلك إدخال مساعدات ومعدات لإيواء النازحين.

مراحل لاحقة لتبادل الأسرى وإعادة الانتشار

في اليوم السابع، تُفرج حماس عن 4 أسرى إضافيين مقابل إطلاق 54 أسيرًا فلسطينيًّا محكومًا بالمؤبد، و500 معتقل آخرين اعتُقلوا بعد تاريخ 7 أكتوبر 2023.

كما ينص المقترح على إعادة انتشار جيش الاحتلال في مناطق شرق شارع صلاح الدين بعد استكمال تلك المرحلة.

موقف حماس

وأعلنت حركة حماس أنها تدرس المقترح الإسرائيلي الجديد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أنها ستقدم ردّها عليه قريبًا بعد استكمال مشاوراتها الداخلية.

وشددت حماس، في بيان، على ثوابت لا يمكن التنازل عنها، على رأسها وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل من القطاع، ورفض نزع السلاح.

وقالت إنها تتعامل بمسؤولية وطنية عالية مع المقترح الذي تسلمته من الوسطاء (مصر وقطر)، وإن قيادة الحركة تواصل المشاورات اللازمة قبل الرد عليه في أقرب وقت.

وأكدت أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وصفقة تبادل أسرى حقيقية، ومسارًا جادًا لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ورفع الحصار المفروض على القطاع.

واقع إنساني كارثي في غزة

وفي الأول من مارس، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وسعى نتنياهو - المطلوب للعدالة الدولية - لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.

ومنذ استئناف إسرائيل الحرب في غزة في 18 مارس، استشهد أكثر من 1563 فلسطينيًّا وأصيب نحو 4004 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، ونزوح 400 ألف شخص.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عامًا، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

تم نسخ الرابط