رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

بدعم أمريكي مطلق

إسرائيل تواصل تقطيع أوصال قطاع غزة وسط إخلاء قسري للفلسطينيين

فلسطينيون نازحون
فلسطينيون نازحون بعد أوامر إخلاء إسرائيلية في مدينة غزة

تصاعدت وتيرة التوغلات البرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تمتد من الشمال حتى أقصى الجنوب، وسط أوامر إخلاء قسرية وقصف مكثف ومجازر ضد المدنيين، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وخروج نحو ثلثي مساحة غزة عن نطاق السكن الآمن.

في المحور الشمالي، ركّزت قوات الاحتلال توغلاتها في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، مصحوبة بحملات إخلاء قسري للفلسطينيين من هذه المناطق.

وفي المحور الشرقي، يتوسع التوغل الإسرائيلي إلى أحياء الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وصولًا إلى المناطق العميقة مثل تل الهوى والشيخ عجلين غرب المدينة.

أما في الجنوب، أحكم جيش الاحتلال سيطرته على كامل مدينة رفح، انطلاقاً من محور فيلادلفيا جنوبًا وصولًا إلى المحور الفاصل بين رفح وخان يونس (محور ميراج)، في محاولة لعزل المناطق الجنوبية وقطع طرق الاتصال بينها.

تفاقم الأزمة الإنسانية

وفي 4 أبريل، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، أن نحو 65% من قطاع غزة بات يصنَّف كمناطق محظورة أو خاضعة لأوامر إخلاء، ما يشير إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وخروج مساحات واسعة من القطاع عن نطاق السكن الآمن.

وأوضحت أوتشا، عبر منصة إكس، أن جميع المعابر مغلقة تمامًا للشهر الثاني على التوالي، والمساعدات لا تصل، والمدنيون محاصرون تحت القصف بلا مأوى ولا دواء.

أوامر إخلاء ومجازر متواصلة

وتواصل إسرائيل فرض إخلاءات قسرية في شمال غزة وجنوبها، وشن غارات مكثفة، ما أجبر الآلاف على النزوح من جديد وسط غياب أي ملاذ آمن.

وأصدر جيش الاحتلال، خلال الأيام الماضية، أوامر الإخلاء القسري للسكان في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالًا، إضافة إلى مدينة رفح بأكملها، ومناطق بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

والخميس، أنذر الجيش الفلسطينيين بمناطق وأحياء شرق مدينة غزة بإخلاء منازلهم قبل الهجوم عليها، وهي منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان والزيتون الشرقي، وتلاها أوامر إخلاء لمناطق أكثر عمقًا داخل مدينة غزة وهي أحياء تل الهوى والزيتون وغزة القديمة.

والجمعة، أعلن جيش الاحتلال توسيع عملياته البرية لتشمل مناطق الشجاعية، مدعيًّا تدمير بنى تحتية، زعم أن من ضمنها مجمع قيادة وسيطرة تستخدمه حماس لتخطيط وتوجيه أنشطتها.

اجتياح واسع لرفح

وفي 29 مارس، أعلن جيش الاحتلال تمدد عمليته البرية جنوب قطاع غزة لتوسيع المنطقة الأمنية العازلة، والتوغل بشكل واسع في مدينة رفح، تلاها إدخال الفرقة 36 القتالية 36 إلى المنطقة، وتنفيذ عمليات ليلية لنسف منازل الفلسطينيين في المدينة.

محور نتساريم

وإضافة إلى السيطرة الإسرائيلية المستمرة على محور فيلادلفيا على الحدود الجنوبية بين قطاع غزة ومصر، أعاد الجيش السيطرة على محور نتساريم من الناحية الشرقية.

وتقدمت القوات الإسرائيلية داخل محور نتساريم من الجهة الشرقية وصولًا إلى بعد كيلو متر واحد عن طريق الرشيد الساحلي في أقصى الغرب.

ورغم عدم وصوله إلى طريق الرشيد إلا أن جيش الاحتلال يطلق النار على كل من يحاول الانتقال عبر الطريق الساحلي، ليعود بذلك إلى فصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب.

ومحور نتساريم أقامه جيش الاحتلال مطلع نوفمبر 2023 مع بداية الحرب في قطاع غزة ليعزل محافظتي غزة والشمال عن مناطق وسط وجنوب القطاع.

ويمتد المحور من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولًا إلى شاطئ البحر غربًا، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين الرئيسي، قبل أن ينسحب الجيش منه في فبراير 2025، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تنصلت منه إسرائيل لاحقًا.

وكانت إعادة فتح محور نتساريم والسماح للفلسطينيين بالانتقال من جنوب ووسط القطاع إلى شماله بندًا أساسيًّا في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحماس، وانتهكته تل أبيب مرارًا قبل أن تنقلب عليه وتستأنف حربها.

وفي الأول من مارس، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وسعى نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين في غزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

تم نسخ الرابط