رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

مشاجرة تنتهي بمأساة.. الطب الشرعي يكشف سبب وفاة الطفلة صباح

تفصيلة

في غرفة باردة داخل مشرحة زينهم، وقف الطبيب الشرعي أمجد فهمي متأملاً ملفًا جديدًا حمل اسم "صباح وليد عثمان"، فتاة في مقتبل العمر لم تتجاوز 12 سنة، التي لفظت أنفاسها الأخيرة بعد مشاجرة بسيطة أمام مدرستها في مدينة العبور. لكن تلك المشاجرة لم تكن عابرة بالنسبة لعائلتها.

منذ أيام، تسلمت النيابة العامة تقرير الصفة التشريحية النهائي للطفلة صباح، التي توفيت بعد مشادة مع زميلتها "مريم. ح. م. س" الطالبة بالصف الأول الإعدادي. الواقعة التي تحولت من خلاف مراهقات إلى قضية جنائية تشغل صفحات التواصل الاجتماعي ودوائر التحقيق.

في حديثه، بدأ الطبيب الشرعي أمجد فهمي بالحديث عن تقريره، قائلاً: "أجريت التشريح بناءً على قرار النيابة، ولاحظت أولاً وجود تضخم واضح في عضلة القلب، إلى جانب علامات احتقان شديد في المخ، وكدمة سطحية في فروة الرأس".

وأوضح الطبيب الشرعي، الذي يعمل حالياً بدار التشريح بزينهم بعد سنوات من العمل في فرع القليوبية، قائلاً: "الكدمة الوحيدة التي لاحظناها كانت بسيطة، ولم تكن مصحوبة بكسور أو نزيف داخلي. ليست إصابة قاتلة بأي حال، لكن ما وجدته داخل جسد الطفلة هو الأهم".

أكد الطبيب في تقريره أن صباح كانت تعاني من اعتلال اتساعي في عضلة القلب، وهو مرض مزمن قد لا تظهر أعراضه بشكل واضح. وقال: "هذا النوع من الأمراض يجعل القلب هشًا في مواجهة أي ضغط مفاجئ أو حالة انفعالية قوية، وهو ما حدث بعد المشاجرة".

التحقيقات الأولية أشارت إلى أن صباح كانت قد بادرت بالاعتداء، وردّت مريم بدفعها، ما أدى إلى سقوط صباح أرضًا. ورغم بساطة الفعل جسديًا، إلا أن آثاره النفسية والجسدية كانت جسيمة.

قال الطبيب: "الفعل المادي الذي قامت به المتهمة - دفع المجني عليها - تسبب في حالة انفعالية شديدة، أدت لتوقف عضلة القلب. ومع ضعف عضلة القلب لديها، كان ذلك كفيلًا بإيقاف الحياة بالكامل".

وعن العلاقة بين المرض والفعل، أجاب الطبيب قائلًا: "الوفاة لم تكن لتحدث لولا وجود المرض الكامن. لو كانت صباح سليمة من القلب، لما كانت هذه الحالة قد تسببت في وفاتها. الإصابة بمفردها لم تكن قاتلة، لكن في وجود المرض المزمن، تتحول إلى حالة حرجة".

وعن احتمال وجود عوامل خارجية أخرى، قال الطبيب: "راجعنا كل المؤشرات الحيوية، ولم نجد أي شيء آخر يمكن أن يكون سببًا للوفاة. لا يوجد نزيف داخلي، ولا إصابة قاتلة، وكل الدلائل تشير إلى أن الوفاة ناتجة عن الضغط النفسي الناتج عن التعدي، مع المرض المزمن الذي كانت تعاني منه".

وقال الطبيب: "هذه حالة نراها أحيانًا، خاصة مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل قلبية غير مكتشفة. قد لا تكون الأعراض الظاهرة خطيرة، لكن الوضع الداخلي هش".

تم نسخ الرابط