ماذا ينتظر البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يُجيب

يعقد البنك المركزي اجتماعه المقبل يوم الخميس 17 أبريل 2025، لتحديد أسعار الفائدة في مصر على الإيداع والإقراض، وسط ترقب ما إذا كان سيقرر تخفيض أسعار الفائدة وفقا لتوقعات الكثير من الخبراء الاقتصاديين، رغم الأزمات التجارية العالمية التي ظهرت مؤخرا.
وقبل شهرين، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ رؤيته الاقتصادية بشأن فرض رسوم جمركية على بعض الدول، بدءًا بكندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان بدول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بلغت أكثر من 200 دولة وجزيرة وإقليم، فيما وصفه ترامب بـ"يوم التحرير".
توقعات الخبراء حول أسعار الفائدة في مصر
في هذا التقرير يجيب موقع تفصيلة، على سؤال ماذا ينتظر البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة في مصر؟، وتوقعات خبراء الاقتصاد لنتائج اجتماع المركزي الشهر الجاري، بجانب التوقعات الدولية أيضا.
أكد الدكتور مدحت نافع أستاذ التمويل والخبير الاقتصاي، وعضو اللجنة الاستشارية المشكلة من رئيس الوزراء للاقتصاد الكلي، أنه من الواضح أن البنك المركزي سوف يتمهل في وتيرة التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة، نتيجة للتطورات السريعة التي تحدث حول العالم.

وأضاف نافع في تصريحات لموقع “تفصيلة”، أن ما يحدث من أزمات تجارية، يصعب معها إجراء أي نوع من أنواع أدوات التحليل أو التنبؤ بشيء في نوع من اليقين أو حتى درجة من درجات التحقق الفترة الحالية.
ووصف الخبير الاقتصادي، ما يحدث حاليا بأنه "فترة التيه الاقتصادي"، والتي تتعطل فيها النماذج الاقتصادية والنتائج القائمة على مقدمات منطقية، وهذا الشيء يقصده ترامب بتحركاته لعمل خلخلة في النظام الاقتصادي.
وتوقع نافع، أن يتمهل البنك المركزي في وتيرة التيسير النقدي، إذا كان هناك اتجاه للتيسير قبل قرارات ترامب الأخيرة، ولا يمكن أن يتم خفض 500 أو 600 نقطة، خلال الاجتماعيين المقبلين، مثلما كان يتوقع الجميع في السابق.
تخفيض متوقع لسد الفجوة بين الفائدة والتضخم
وعن توقعات المركزي حول أسعار الفائدة في مصر باجتماع أبريل المقبل، كشف الخبير الاقتصادي، أنه يمكن أن يلجأ إلى تخفيض من 200 إلى 300 نقطة، لسد الفجوة التي اتسعت بين أسعار الفائدة القائمة ومعدلات التضخم، ثم يتوقف لفترة طويلة للترقب.
وتوقع عضو اللجنة الاستشارية، أن يتم خفض معدلات الفائدة خلال الاجتماعيين المقبلين بـ300 نقطة، ولا يمكن تجاوزها في جميع الأحوال، لحين ظهور أثر التخفيض.
مرونة أكثر في سعر الصرف
وشدد نافع، على أن تخفيض الفائدة يجب أن يواكبه قدر أكبر من المرونة في سعر الصرف، لأن مع انخفاض سعر الفائدة وعدم مرونة سعر الصرف، احتمالات هروب الأموال الساخنة كبيرة وهذا ما لا يتحمله الاقتصاد الآن.
واختتم الخبير الاقتصادي حديثه: "البنك المركزي بين قرارات صعبة جدا ممكن ينزل ولكن يجب أن يحدث مرونة أكبر في سعر الصرف والتي بدأنا نشاهدها منذ أمس الأحد بخفض قيمة الجنيه 2% من قيمته".
تراجع كبير في أسعار الفائدة
وكان بنك جي بي مورجان قد توقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة في مصر بنسبة 6% خلال اجتماعيه في أبريل ويونيو المقبلين، بواقع 4% في أبريل و2% في يونيو.
القطاع المصرفي يتوقع تراجع أسعار الفائدة
وفي تصريحات لـ"تفصيلة"، توقع 4 مسؤولون بارزين في القطاع المصرفي، اتجاه البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل المقرر عقده في أبريل 2025، والاجتماع الذي يليه أيضا حتى منتصف العام الجاري، بهدف تحفيز الاقتصاد وتشجيع الاستثمار، ومساندة المشروعات الصغيرة.
وأوضح المسؤولون أن مجتمع المال والأعمال يترقب خفض الفائدة بفارغ الصبر، نظرا لتأثيره الإيجابي المتوقع على بيئة الاستثمار؛ فمن شأن تقليل تكلفة الاقتراض أن يسهم في تعزيز التوسع الصناعي والتجاري، وزيادة الإنفاق الرأسمالي للشركات، مما ينعكس إيجابا على معدلات النمو الاقتصادي.