رجال يشعرون بأعراض الحمل.. الأسباب وطرق التعامل

يعرف الحمل عادة بأنه تجربة تغير مجرى الحياة، مليئة بالإثارة والترقب والتغيرات الجسدية العديدة للأم. 

ومع ذلك، في بعض الحالات، يبدأ الأب أيضا في الشعور بأعراض تلاحظ عادة أثناء الحمل.

تعرف هذه الظاهرة باسم الحمل الودي، وهي حالة تتميز بمجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تحاكي أعراض الحمل لدى الشريكة.

يستعرض موقع "تفصيلة" في هذا التقرير ماهية الحمل الودي، وهل يشعر الآباء فعلا بأعراض الحمل عند حمل الزوجة.

ورغم أن هذه الظاهرة غير معترف بها رسميا كحالة طبية، فإن الباحثين وثقوا حدوثها في ثقافات متعددة، مسلطين الضوء على العوامل النفسية والبيولوجية المعقدة المؤثرة فيها.

متلازمة الحمل الودي ليست مفهوما جديدا

تشير السجلات التاريخية إلى أن العديد من الثقافات مارست منذ زمن بعيد طقوسا وعادات تظهر فيها علامات الحمل على الآباء المنتظرين.

ووفقا للمعهد الوطني للصحة، يظهر ما بين 11% و65% من الآباء المنتظرين شكلا من أشكال هذه الأعراض، وقد أبلغ عدد كبير منهم عن انزعاج جسدي وتوتر عاطفي.

فهم الأعراض وبداية ظهورها

تبدأ أعراض متلازمة الحمل الودي عادة في الثلث الأول من الحمل، وتزداد وضوحا مع اقتراب موعد الولادة.

تستمر هذه الأعراض لدى بعض الأزواج حتى الثلث الأخير من الحمل، لكنها غالبا ما تختفي بعد الولادة. 

وعلى الرغم من اختلاف نوع وشدة الأعراض من شخص لآخر، فإنها تقسم عموما إلى فئتين: جسدية ونفسية.

يبلغ بعض الرجال عن شعور بالغثيان الصباحي، مشابه لما تعانيه النساء الحوامل، وغالبا ما يحدث في الأوقات نفسها من اليوم.

كما يصاب بعضهم برغبة شديدة في تناول أطعمة معينة أو نفور منها، ما يحاكي التغيرات الغذائية لدى شريكاتهم.

تشمل الأعراض الأخرى اضطرابات النوم، والإرهاق، ومشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الإسهال.

العامل النفسي لمتلازمة الحمل الودي لا يقل أهمية

يعاني كثير من الآباء المنتظرين من قلق متزايد، وتقلبات مزاجية، وسرعة انفعال، بل وقد يصابون بميول اكتئابية.

يعتقد أن هذه الأعراض النفسية قد تكون ناتجة عن ضغوط لا شعورية تتعلق بالأبوة المقبلة، أو القلق بشأن صحة الشريكة، أو عبء التوقعات المجتمعية.

وفي بعض الأحيان، تظهر المتلازمة في تصرفات تشبه تصرفات النساء الحوامل، مثل سلوكيات التعشيش أو الحساسية الزائدة تجاه المؤثرات البيئية.

نظريات أسباب متلازمة الحمل الودي

رغم عدم وجود سبب مؤكد لمتلازمة الحمل الودي، فإن هناك نظريات مختلفة تحاول تفسيرها.

تشير النظرية النفسية الأكثر شيوعا إلى أن الآباء المنتظرين يعانون من أعراض ناتجة عن انخراطهم العاطفي العميق في تجربة الحمل.

يمكن أن يؤدي القلق والتوتر، وزيادة التعاطف مع الشريكة، إلى ظهور أعراض نفسية جسدية، حيث يؤثر العقل على الحالة البدنية.

وتظهر بعض الدراسات أن الرجال الذين يشاركون بشكل أكثر فاعلية في حمل شريكاتهم يبلغون عن أعراض متلازمة كوفاد.

كما تشير أبحاث أخرى إلى وجود أسباب بيولوجية؛ فقد وجد أن مستويات هرمون التستوستيرون تنخفض، بينما ترتفع مستويات هرموني البرولاكتين والكورتيزول لدى بعض الآباء المنتظرين.

وقد تفسر هذه التغيرات الهرمونية الأعراض الجسدية مثل زيادة الوزن، وتقلبات المزاج، والأرق.