أيام الدولار الصعبة.. أسوأ عام ونصف على "الوحش الأخضر"
الأيام الحالية الدولار الأمركي يمر بأصعب أسبوع له منذ 18 شهرا.. والعملة التي ظلت رمزا للقوة باتت تسجل أسوأ أداء في التداولات.
مؤشر «بلومبرج الفوري» للدولار هبط بنسبة 1.7% وهو أكبر انخفاض أسبوعي من يوليو 2023 حينما قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (المركزي الأمريكي) وقف سياسة رفع الفائدة.
لماذا تغيرت الأوضاع؟
وفق خبراء المال في العالم مايحدث في سوق الصرف الأمريكي هو نتجية دخول السياسة كلاعب رئيسي في الاقتصاد والرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان له تصريحات عن فرض رسوم جمركية على دول مثل الصين وكندا والمكسيك.. لكن الغريب إنه لا توجد خطوات فعلية إلى الآن مجرد تهديدات.. وهذا خلق حالة تخبط في الأسواق والمستثمرين الذين كانوا خائفين من بيع الدولار أصبحوا أكثر يقينا أن تهديدات ترامب مجرد كلام.
ماذا يحدث على الساحة الدولية؟
الدولار لا يعاني فقط أمام الين واليورو، بل امتد لعملات أخرة فالجنيه الإسترليني حقق مكاسب أكثر من 2.5% أمام الدولار الأسبوع الماضي.. وهذا بسبب إن بريطانيا أعلنت بيانات إيجابية عن التصنيع والخدمات.. ما يعني أن السوق العالمي بدأ يوقن إن هناك بدائل قوية للدولار
هل يستمر الدولار في التراجع؟
ليس شرطا .. الخبراء يقولون إن ماحدث للدولار الأسبوع الماضي يمكن يكون تصحيحا مؤقتا بسبب تضخم المراهنات عليه.. لكن في نفس الوقت هناك تخوف حقيقي من أن الدولار مبالغ في قيمته وأسعار الفائدة العالية يمكن أن تدخله في موجة تصحيح طويلة الأجل
طب إيه موقف الصين في كل ده؟
الصين لن تسكت.. ترمب كان يهدد بفرض رسوم جمركية جديدة.. والصين ردت بوضوح: «لن نسمح لتايوان بالانفصال عنّا بأي شكل». التوتر السياسي هذا يدفع السوق العالمي للقلق والترقب أكثر ويمتد أثره بشكل مباشر على أداء الدولار.
هل الدولار يمكن أن يرجع لقوته القديمة؟
الإجابة معقدة.. فالدولار مازال أقوى عملة احتياطية في العالم لكن التحديات التي يواجهها سواء من سياسات أميركا التجارية أو من تحركات الأسواق العالمية تقول إن الطريق أمامه ليس سهلا.. وإذا ما استمرت الإدارة الأميركية في سياسة الضبابية وعدم اتخاذ خطوات واضحة فالسوق هيبقى في حالة ارتباك والدولار سيكون الضحية الأكبر.
المؤكد أن الدولار يمر بوقت عصيب والسؤال الحقيقي.. هل هذه مجرد مرحلة وستمر أم مجرد بداية النهاية لهيمنة العملة الأميركية.