إدارة ترامب ترفع عقوبات عن مستوطنين إسرائيليين.. ماذا ينتظر الضفة الغربية؟

رفعت وزارة الخزانة الأمريكية، جميع العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في هجمات عنيفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وضد المنظمات المتورطة في بناء البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، والإفراج عن جميع الأصول المجمدة.

يأتي هذا القرار في أعقاب إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس السابق جو بايدن، والذي فرض عقوبات على العديد من الأفراد والكيانات المستوطنة الإسرائيلية، وتجميد أصولهم في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهم.

خلال فترة ولايته الأولى في عام 2019، تخلى ترامب عن الموقف الأمريكي الذي ساد لفترة طويلة بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية، قبل أن يعيده الرئيس السابق بايدن.

وفي فبراير 2024، دفع العنف المتزايد الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والاستيلاء على الأراضي، إدارة بايدن إلى فرض الأمر التنفيذي رقم 14115 لمعاقبة الأشخاص الذين يقوضون السلام.

كما فرضت وزارتا الخارجية والخزانة عقوبات على عشرات المستوطنين الإسرائيليين والكيانات المرتبطة بهم مع تجميد أصولهم في الولايات المتحدة.

جاءت العقوبات الأمريكية على المستوطنين بعد أن حثت إدارة بايدن مرارًا وتكرارًا الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ إجراءات لمحاسبة المتطرفين على أفعال تعيق الآمال في حل الدولتين. 

وتصاعدت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على غزة ، حيث استشهد أكثر من 873 فلسطينيًا، وأُصيب أكثر من 6700 آخرين على يد قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

ارتفاع وتيرة العنف

وشهدت الأيام الأخيرة ارتفاعًا آخر في الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

والأسبوع الماضي، وقبيل اجتماع الحكومة للموافقة على اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وقع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمرًا بالإفراج عن جميع المستوطنين الإسرائيليين الذين كانوا قيد الاعتقال الإداري بتهمة ارتكاب وتخطيط هجمات إرهابية ضد الفلسطينيين.

ومنذ حرب عام 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الأردن، التي يريدها الفلسطينيون لتكون نواة لدولة مستقلة، وبنت هناك مستوطنات يهودية تعتبر وفق القانون الدولي غير قانونية، وهو ما ترفضه تل أبيب وتستشهد بروابط توراتية بالأرض.

ترحيب إسرائيلي ولكن

ورحب سياسيون إسرائيليون متطرفون، بقرار إلغاء العقوبات على المستوطنين، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، الذي استقال من منصبه كوزير للأمن القومي بعد أن وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ولكن، الخطوة الأمريكية لن تؤدي إلى رفع العقوبات المماثلة المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ودول أخرى، وفق الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجة.

دور اللوبي الصهيوني

وقال الخواجة لـ"تفصيلة"، إن ضغوطًا مارسها اللوبي الصهيوني في إسرائيل وأمريكا، دفعت نحو خطوة إلغاء العقوبات على المستوطنين الإسرائيليين بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

ويمثل قرار ترامب بالتراجع عن إجراء سياسي رئيسي اتخذته إدارة الرئيس السابق بايدن، أمرًا مهمًا للغاية بالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يريد أن ينتزع اعترافًا من ترامب بعملية الضم السياسي والإداري واعتبارها جزء من أراضي ما تسمى بالسيادة الإسرائيلية، حسب الخواجة.

ما الذي ينتظر الضفة الغربية؟

وأضاف الخبير في شؤون الاستيطان، أن إسرائيل تريد أن ضم مقدرات الشعب الفلسطيني، والذي تصل مساحتها إلى 64% وتسمى المناطق (ج) من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وأكد أن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية عبر نصب الحواجز والبوابات الحديدية عند مداخل القرى والمدن، جزء من خطة للسيطرة على هذه الأراضي الفلسطينية.

ونوه الخواجة، بأن خطة الضم كانت ضمن برنامج ترامب الانتخابي خلال السنوات الماضية، والتي تعتبر عملية "شطب" حلم الشعب الفلسطيني في الدولة الفلسطينية المستقلة.

تطهير عرقي في جنين

وفي وقت سابق، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن إسرائيل ترتكب تطهيرًا عرقيًا في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية المحتلة، ودعا إلى الوحدة الوطنية لإحباط الخطة.

وذكر البرغوثي في بيان، الجمعة، أن الاحتلال يجبر بالقوة العسكرية المدنيين والعائلات على مغادرة بيوتهم سيرًا على الأقدام بعد إخضاعهم لعمليات قمع و تفتيش مهينة.

ومنذ صباح السبت، كثف جيش الاحتلال عمليته العسكرية المستمرة لليوم الخامس على التوالي ضد الفلسطينيين بمدينة جنين ومخيمها.

وأقدم الجيش على إحراق منازل فلسطينية ودفع بآليات ثقيلة لهدم مزيد من البيوت، واعتقل عشرات الفلسطينيين وحولهم للتحقيق في مراكز قريبة من المدينة.

ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في جنين، اُستشهد خلالها 14 فلسطينيًّا، وأُصيب أكثر من 50 آخرين بجراح حتى مساء اليوم السبت، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.