رجل الصمت الهادئ.. كيف صنع محمود مرسي مجده في مشهد واحد؟

في 24 أبريل من كل عام، تعود صورة "الأستاذ" لتلوح في الأذهان، لا كشخص غاب، بل كقيمة فنية وإنسانية لا تزال حية، حيث لم يكن محمود مرسي مجرد فنان بل كان مشروعا متكاملا للتمثيل، ومدرسة قائمة على الصوت والسكوت، والعمق قبل الأداء.
رحيل محمود مرسي بصوت هادئ
في مثل هذا اليوم من عام 2004، غاب صوت محمود مرسي بعد أزمة قلبية مفاجئة، أثناء تصويره مسلسل وهج الصيف، ودخل على أثرها أحد المستشفيات.
بدايات محمود مرسي من الإذاعة إلى "البي بي سي"
ولد محمود مرسي في الإسكندرية، وتلقى تعليمه في مدارسها الأجنبية، قبل أن يلتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، وتنقل بين فرنسا وبريطانيا لدراسة الإخراج، وعمل في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لكنه قرر العودة إلى مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956، ليبدأ رحلته الخاصة مع الإذاعة والتلفزيون.

دخول هادئ لـ محمود مرسي إلى السينما
بدأ محمود مرسي رحلته في التمثيل بفيلم أنا الهارب عام 1962، ولم يكن مجرد دخول عابر، بل بداية لتأسيس أسلوب خاص.
لم يكن محمود مرسي يرفع صوته، بل كان الصمت في أدائه أبلغ من أي حوار، إذ جسد أدوار الشر والخير، المثقف والسلطة، الأب والمعلم.
“الأستاذ”.. لقب لم يطلبه محمود مرسي
لم يمنح محمود مرسي نفسه ألقابا، لكن الفن منحه لقب "الأستاذ"، لا لأنه علم التمثيل فحسب في معهد الفنون المسرحية، بل لأنه علمه في كل مشهد جسده على الشاشة، واختياراته الفنية كانت انعكاسا لفكر إنساني ملتزم.

إرث محمود مرسي الفني
ترك محمود مرسي أكثر من 90 عملًا بين الدراما والسينما، من بينها السمان والخريف، زوجتي والكلب، رحلة السيد أبو العلا البشري، أبناء الصمت، وشيء من الخوف. كل عمل كان بصمة، وكل شخصية لها مذاق خاص لا يُشبه غيره.
اعتزال محمود مرسي في صمت
اختار الراحل محمود مرسي أن يبتعد عن الأضواء بنفس الهيبة التي دخل بها إليها، واعتزل بهدوء دون تصريحات، لأنه كان يؤمن أن الفن ليس ضجيجا، بل موقف.