جرائم الاحتلال تتواصل.. تفاصيل مأساوية لمجزرة حي اليرموك وسط غزة

في مشهد يعكس فظاعة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة، وثّق ناشطون وصحفيون فلسطينيون مقاطع فيديو مروّعة لأطفال قذفتهم قوة الانفجار إلى أسطح منازل مجاورة، إثر قصف إسرائيلي عنيف استهدف حي اليرموك وسط مدينة غزة، باستخدام قنابل شديدة الانفجار من طراز (مارك 84) أمريكية الصنع.
الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر أطفالاً مصابين وأشلاء متناثرة فوق أسطح المباني، في مشهد مأساوي يُجسّد حجم المأساة التي يعيشها سكان غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، وسط اتهامات دولية متزايدة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
مشاهد تفوق الوصف
من بين اللقطات الأكثر إيلاماً، جسد لطفلة صغيرة قُذفت إلى سطح أحد المنازل المجاورة، لم يتبقّ منه سوى النصف، وقد التصق بالخرسانة والدماء، فيما ارتدت الطفلة فستانًا ورديًا مغطى بالرماد والتراب، وتحركت خصلات شعرها مع موجات الغبار المتصاعدة من تحت الأنقاض.
وعلى سطح المنزل ذاته، استلقى طفل آخر مصاب ينزف من رأسه، كان يستغيث بصوت خافت، بينما كانت والدته تبحث عنه وسط الركام بعد أن فقدت زوجها وأطفالها الآخرين في القصف ذاته.
لم تكن تعلم الأم أن ابنها لا يزال حيًّا، مستلقياً فوق منزل الجيران، يكافح للبقاء على قيد الحياة وسط مشهد من الدمار الكامل.
أرقام مفجعة وتدهور إنساني غير مسبوق
بحسب وزارة الصحة في غزة، تواصل القوات الإسرائيلية ارتكاب مجازر يومية بدعم أمريكي، حيث أسفر العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر عن سقوط أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، يشكل الأطفال والنساء الغالبية العظمى منهم، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
وبحسب دراسة أعدتها جامعة هارفارد الأمريكية في أكتوبر 2024، تستخدم إسرائيل قنابل شديدة التدمير من طراز (مارك 84)، في استهدافها الكثيف للأحياء السكنية، ما يضاعف من حجم الخسائر البشرية والدمار في القطاع.
وتُظهر بيانات وزارة الصحة أن عدد الأطفال الذين استشهدوا منذ بداية العدوان بلغ نحو 15,613 طفلًا حتى مارس 2024، بينما وصل عدد المصابين من الأطفال إلى 33,900، ما يعادل 30% من إجمالي الإصابات في القطاع.
ومنذ استئناف الحرب في 18 مارس، استشهد ما لا يقل عن 1,928 طفلًا، وأُصيب 5,055 آخرون، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تستمر المعابر مغلقة لليوم الـ55 على التوالي، مما يمنع دخول الإمدادات الطبية والإنسانية، ويهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني يعيشون تحت حصار خانق.
كارثة إنسانية تتفاقم
في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وغياب الوقود والمياه والغذاء، يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر.
ويُحذر مراقبون دوليون من أن استمرار هذا الوضع يضع أرواح آلاف الأطفال والنساء تحت خطر الموت البطيء، وسط غياب تام لأي أفق لحل سياسي أو تهدئة إنسانية.