رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

بين القاهرة والدوحة.. هل ينجح الضغط الإقليمي في كسر جمود مفاوضات غزة؟

فلسطينيون يفرون من
فلسطينيون يفرون من القصف الإسرائيلي في غزة

في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، تشهد المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا بين الأطراف الفاعلة، فبينما تسعى حركة حماس إلى عرض رؤيتها لوقف إطلاق النار خلال لقاء مع المسؤولين المصريين في القاهرة، تتحرك إسرائيل عبر إعادة تفعيل قنوات التفاوض غير المباشرة بوساطة رئيس جهاز الموساد في قطر، بحثًا عن مخرج لأزمة الأسرى التي باتت تمثل عبئًا داخليًا وسياسيًا متزايدًا.

تتقاطع هذه الجهود مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، ما يعكس سباقًا محمومًا بين خيار التهدئة وخيار التصعيد الشامل، وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان غزة.

وفد حماس يصل القاهرة لعرض رؤيته

وفي هذا الإطار، وصل وفد من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، رئيس الحركة في قطاع غزة، إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم السبت، لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين بشأن رؤية الحركة لإمكانية وقف الحرب.

وأكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، أن الوفد سيجتمع مع المسؤولين المصريين لمناقشة تصور الحركة لإنهاء الحرب، مجددًا التأكيد على أن سلاح المقاومة "ليس محل تفاوض".

إعادة تفعيل مفاوضات الأسرى عبر الموساد

وفي تطور متزامن، توجه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، دافيد بارنيا، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تشير إلى إعادة إشراكه رسميًا في ملف المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح الأسرى لدى حماس، بعد استبعاده عن الملف خلال الشهرين الماضيين.

ومن المقرر أن يلتقي بارنيا رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لاستئناف النقاشات حول صفقة تبادل الأسرى.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ضغوطًا داخلية كبيرة مورست على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة بارنيا إلى موقعه القيادي في إدارة ملف المفاوضات، بعد تعثر المسار التفاوضي في فترة تولي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر المهمة.

وقد تعرض ديرمر لانتقادات لاذعة، سواء من عائلات الأسرى أو من داخل فريق التفاوض الإسرائيلي، بسبب ما اعتُبر "تباطؤًا وقلة جدية" في التعامل مع الملف، إذ لم يتم إطلاق سراح أي أسير منذ تسلمه إدارة المفاوضات، باستثناء أولئك الذين تم الاتفاق على إطلاقهم مسبقًا.

تصعيد عسكري محتمل في غزة

على الجانب العسكري، عقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعًا مساء الخميس، برئاسة نتنياهو، بمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة إيال زمير، لمناقشة السيناريوهات المستقبلية في قطاع غزة.

ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، ضغط بعض الوزراء المتشددين لدفع الجيش نحو توسيع العمليات العسكرية وإعلان تعبئة إضافية لقوات الاحتياط، استعدادًا لشن عملية واسعة النطاق.

في المقابل، يفضل نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين مواصلة العمليات المحدودة الجارية، التي يعتبرون أنها تحقق أهدافها العسكرية، مع إتاحة المجال للمفاوضات لإمكانية إبرام صفقة بشأن الأسرى.

وخلال جولة تفقدية لقوات الاحتلال في غزة، أكد رئيس هيئة الأركان إيال زمير أن الجيش مستعد لتوسيع عملياته "بشكل كبير" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب.

الوضع الإنساني يواصل التدهور

يأتي كل ذلك وسط تدهور متسارع للوضع الإنساني في قطاع غزة، مع استمرار الحصار والقصف الإسرائيلي، وتوقف دخول المساعدات الإنسانية منذ أسابيع.

تم نسخ الرابط