رحيل أمح الدولي.. قصة حب مع الأهلي استمرت حتى اللحظات الأخيرة

في لحظة حزينة، ودع جمهور النادي الأهلي واحدًا من أبرز مشجعيه وأحبهم، محمد أحمد عبد الغني، المعروف بلقب "أمح الدولي"، الذي رحل اليوم الاثنين بعد صراع طويل مع المرض.
كان أمح الدولي ليس مجرد مشجع عادي، بل كان واحدًا من رموز النادي الأهلي الذين خدموا عشق القلعة الحمراء على مدار سنوات، وظل يتحدى كل الصعاب ليحافظ على مكانه في قلب جمهور الفريق.
ما سر لقب أمح الدولي؟
وُلد محمد أحمد عبد الغني في عام 1987، ورغم معاناته من متلازمة داون، إلا أنه تخطى كل الحواجز التي فرضتها الظروف الصحية ليصبح أحد أبرز وجوه مشجعي النادي الأهلي.
لم يكن أمح الدولي مجرد مشجع، بل كان أيقونة حية تمثل القوة والإرادة والتحدي أمام كل الصعاب.
لقب "أمح الدولي" لم يكن مجرد اسم، بل كان تعبيرًا عن الروح التي حملها هذا الشاب في حب النادي الأهلي، ولم يكن يقتصر على التشجيع في المدرجات فحسب، بل امتد تأثيره ليصبح أحد الشخصيات المحبوبة التي تحظى باحترام كل من عرفه.
تحديات صحية
لقد تغلب أمح على الكثير من التحديات الصحية طوال حياته، وواجه أمراضًا مزمنة ومشاكل صحية لم تمنعه من الاستمرار في دعم فريقه، بل حولها إلى مصدر قوة ودافع.
في السنوات الأخيرة، تعرض أمح لوعكة صحية شديدة إثر سقوطه، وهو ما أسفر عن كسر في العمود الفقري تلاه إصابته بجلطة دماغية والتهاب رئوي.
وخلال فترة علاجه، دخل في مرحلة حرجة قضاها في غرفة العناية المركزة، حيث خضع لعدة عمليات جراحية.
لكن رغم الألم والعزلة، ظل أمح متواجداً في قلوب مشجعي الأهلي، وتمكن من الحفاظ على علاقاته الوطيدة مع لاعبي الفريق، وأهمهم محمود عبد المنعم "كهربا"، الذي كان له دور كبير في دعمه خلال محنته الأخيرة.
أمح الدولي وصداقة كهربا
كانت علاقة أمح بكهربا واحدة من أبرز المواقف التي أثبتت قوة الترابط بين المشجعين واللاعبين داخل النادي الأهلي.
لم يقتصر الأمر على التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل كان أمح يتمتع بعلاقة مميزة مع كهربا، حيث قام اللاعب بزيارة أمح في المستشفى، وتشارك معه في لحظات إنسانية، أبرزها الاحتفال بعيد ميلاده رغم الظروف الصحية التي مر بها.
حصور مميز على السوشيال ميديا
من خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاع أمح أن يثبت حضوره ويواصل دعم فريقه على نطاق أوسع.
أنشأ قناة على موقع يوتيوب استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا، حيث تجاوزت مشاهداتها 17 مليون مشاهدة في أقل من عام.
وبذلك، أصبح أمح المعروف بلقب "ملك اليوتيوب"، مثالًا آخر على كيف يمكن للأشخاص أن يتجاوزوا القيود الجسدية ويتركوا بصمة في مجتمعاتهم.
رمز الإصرار
على الرغم من أن أمح الدولي رحل عن عالمنا اليوم، إلا أن تأثيره سيظل حيًا في قلوب جماهير الأهلي التي طالما اعتبرته واحدًا من أكبر رموز التشجيع.
ستظل ذكراه علامة فارقة في تاريخ النادي، ليس فقط على مستوى التشجيع، بل أيضًا على مستوى الروح التي جسدها في تحدي المرض والإصرار على دعم الفريق.
اليوم، بينما تودعه جماهير الأهلي بقلوب مليئة بالحزن، يبقى أمح الدولي هو النموذج الحي للانتماء، الصبر، والإصرار على حب الأهلي في أحلك الظروف.