رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

كبح الهيمنة الأمريكية أبرزها.. ماذا على أجندة اجتماع مجموعة بريكس في البرازيل؟

مجموعة بريكس
مجموعة بريكس

في وقت تتزايد فيه التوترات الاقتصادية والسياسية على الساحة الدولية، تمثل اجتماعات وزراء خارجية مجموعة "بريكس" في البرازيل محطة مفصلية لإعادة رسم ملامح النظام العالمي الجديد.

ووسط تصاعد الحروب التجارية وعودة النزعة الأحادية في السياسات الاقتصادية، تسعى دول المجموعة التي تمثل قوى ناشئة وازنة ديموغرافيًا واقتصاديًا إلى تعزيز التنسيق فيما بينها للدفاع عن التعددية الاقتصادية وتكريس قواعد عادلة للتجارة الدولية.

وتعقد هذه الاجتماعات وسط تحديات غير مسبوقة، من هيمنة الدولار الأمريكي إلى تعقيدات التمويل المناخي، ما يجعل من نتائجها اختبارًا حقيقيًا لقدرة "بريكس" على التحول من تكتل ناشئ إلى لاعب محوري في إدارة الأزمات العالمية.

واليوم الاثنين، انطلقت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية اجتماعات كبار الدبلوماسيين لدول مجموعة "بريكس"، في إطار استعداداتهم للقمة المرتقبة لرؤساء الدول المقررة في 6 و7 يوليو المقبل. 

وتأتي هذه الاجتماعات وسط تحديات اقتصادية عالمية متزايدة أبرزها الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما ضد الصين، القوة الاقتصادية الأبرز في المجموعة.

ويشارك وزراء خارجية وممثلو الدول الأعضاء: الصين، روسيا، الهند، جنوب أفريقيا، المملكة العربية السعودية، مصر، الإمارات العربية المتحدة، إثيوبيا، إندونيسيا، وإيران، في مناقشات تمتد على مدى يومين، برئاسة البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة هذا العام.

الدفاع عن التعددية في وجه الأحادية

أكد ماوريسيو ليريو، كبير المفاوضين البرازيليين، أن الوزراء يجرون مشاورات مكثفة لصياغة إعلان ختامي يؤكد على مركزية النظام التجاري متعدد الأطراف، في مواجهة ما وصفه بـ"الإجراءات الأحادية، أيا كان مصدرها". 

وأضاف أن مجموعة بريكس، التي تمثل نحو نصف سكان العالم و39% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، تسعى لترسيخ مكانتها كمدافع رئيسي عن التجارة الحرة القائمة على قواعد واضحة.

وتأتي هذه الجهود في ظل توقعات صندوق النقد الدولي بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.8% هذا العام، نتيجة السياسات الحمائية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة، بما فيها رسوم جمركية تصل إلى 145% على السلع الصينية.

ويتطلع المشاركون في الاجتماع إلى تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة تنعكس إيجابياً على اقتصادات الدول الأعضاء.

مسألة هيمنة الدولار

من بين القضايا المحورية المطروحة للنقاش، مسألة تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التعاملات التجارية بين دول البريكس، وهي قضية أثارت حساسية شديدة، لا سيما بعد تهديد ترامب بفرض تعرفات إضافية على الدول التي تسعى لإضعاف هيمنة الدولار.

ورغم أن البرازيل تُعدّ أقل تأثراً بالإجراءات الجمركية الأمريكية، فإن مراقبين يرجحون أن تسعى حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى تبني موقف "حذر" ومتوازن لتجنب التوترات مع واشنطن.

قضايا المناخ على الطاولة

من المتوقع أن يحظى ملف تغير المناخ باهتمام بارز خلال الاجتماعات، في ضوء الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP30 الذي تستضيفه البرازيل في نوفمبر المقبل بمدينة بيليم الأمازونية.

وأكد المفاوض البرازيلي ليريو أن التمويل يمثل "أولوية قصوى"، داعياً الدول الغنية للوفاء بالتزاماتها في دعم التحول الأخضر بالدول النامية.

يأتي ذلك فيما أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً إغلاق مكتبها المسؤول عن الدبلوماسية المناخية، وسط انسحابها مجدداً من اتفاق باريس للمناخ.

جدول الأعمال الموسع

ومن المقرر أن تنضم تسع دول إضافية للنقاشات يوم الثلاثاء، في خطوة تهدف إلى توسيع دائرة الشراكة حول القضايا الرئيسية، بما في ذلك الإصلاح الاقتصادي والتعاون التنموي.

وسيترأس وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا الاجتماع الرئيسي، بمشاركة وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والصين وانغ يي، على أن يصدر إعلان ختامي في ختام الاجتماعات.

تم نسخ الرابط