قادرة على إنتاج أسلحة بدون اختبارات

الصين تتحدى أمريكا.. بكين تبني أكبر منشأة في العالم للاندماج النووي بالليزر

الأقمار الصناعية
الأقمار الصناعية ترصد المنشآة النووية الصينية الجديدة

في السنوات الأخيرة تصاعدت المخاوف بشأن التطور الكبير في الأسلحة النووية في كل من الولايات المتحدة والصين، إذ بدا الأمر وكأنه سباق للتسليح النووي، حيث توسع كل منهما التجارب في هذا المجال.

وفي وقت يعاني فيه العالم من حروب على مستوى أوروبا والشرق الأوسط، أقدمت الصينفي خطوة فاجأت العالم على تصنيع ما يعرف بأكبر منشأة في العالم للإندماج النووي، حيث رصدت الأقمار الاصطناعية صورا تسببت في رعب في الولايات المتحدة، إذ تكشف عن قيام الصين ببناء منشأة ضخمة لأبحاث الاندماج النووي بالليزر في مدينة ميانيانغ جنوب غرب البلاد.

منشآة بحثية نووية
منشآة بحثية نووية

بحسب المختصين والخبراء في هذا المجال، قالت اثنتين من أكبر المؤسسات البحثية في الطاقة النووية، إن المنشأة يعتقد أنها قد تساهم في تطوير تصميمات الأسلحة النووية وأبحاث توليد الطاقة النظيفة.

بناء ضخم يضم وحدات ليزر

وبحسب مؤسسة «CNA Corp» الأمريكية المستقلة تظهر الصور بناء بأربعة أذرع من المفترض أن تضم وحدات الليزر، بالإضافة إلى مركز تجارب رئيسي يحتوي على غرفة هدف تُستخدم لدمج نظائر الهيدروجين باستخدام أشعة الليزر القوية لإنتاج الطاقة.

اقرأ أيضا..

من مدرسة البوليس إلى أكاديمية الشرطة.. رحلة عطاء عمرها 128 عاما

ما جعل العلماء وأجهزة الاستخبارات الأمريكية واثقين من قيام الصين بإنشاء المركز الجديد، وهو يشبه تمامًا المركز الوطني للإشعال في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي وصلت تكلفته إلى 3.5 مليار دولار، والذي أنتج في 2022 طاقة من تفاعل الاندماج تفوق الطاقة التي استهلكتها أشعة الليزر.

مركز السلامة النووية الصيني
مركز السلامة النووية الصيني

وبحسب محللين في مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار، فإن المركز الجديد الصيني الخاص بالتجارب أكبر بما نسبته 50% عن نظيره في الولايات المتحدة والذي يعد الأكبر من نوعه في العالم.

مخاوف أمريكية من المركز الجديد

اعتبرت المراكز البحثية الأمريكية أن هذا المركز فاجئ الجميع، فلم يكن أحد يتخيل أن يكون بهذا الحجم، وبحسب مركز هنري إل. ستيمسون المتخصص في الأبحاث النووية، فإن أي دولة تمتلك منشأة مشابهة لـ NIF يمكنها تحسين تصميمات الأسلحة النووية الحالية وتطوير تصاميم جديدة دون الحاجة إلى إجراء تجارب نووية فعلية.

الصين تواصل بناء المنشآت النووية

منذ العام 2010 بدأت الصين في تطوير موقع ميانيانج النووي، وهو موقع لأبحاث الإندماج بالليزر، معروف باسم مختبر الأجهزة الرئيسية للاندماج بالليرز، وبعد 10 أعوام رصدت الولايات المتحدة إقدام الصين على إنشاء وتطوير عدد آخر من مراكزها البحثية الخاصة بالتجارب النووية، ليتم الكشف في 2025 عن المنشأة الجديدة التي تدق ناقوس الخطر.

ترسانة الأسلحة النووية الصينية
ترسانة الأسلحة النووية الصينية

أهمية أبحاث الاندماج بالليزر

الاندماج النووي بالليزر يستخدم بشكل أساسي لدراسة تفاعلات الاندماج التي قد تؤدي إلى إنشاء مصدر طاقة نظيف باستخدام الهيدروجين، وهو أكثر الموارد وفرة في الكون، كما تتيح هذه الأبحاث دراسة تفاصيل التفجيرات النووية دون الحاجة إلى إجراء تجارب نووية فعلية، في ظل قوانين واتفاقيات دولية تمنع ذلك.

إذ تمنع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، التي وقعتها كل من الصين والولايات المتحدة، إجراء تفجيرات نووية في جميع البيئات، ومع ذلك، يُسمح بإجراء تجارب لا تؤدي إلى تفاعلات نووية، بالإضافة إلى أبحاث الاندماج بالليزر المعروفة باسم «الاندماج بالحصر القصوري».

أمريكا بدأت التجارب النووية 

منذ العام 1945 وبدأ العالم في تجاربه النووية، وكانت أمريكا هي الأكثر حظا من حيث عدد التجارب بـ1032 تجربة بين عامي 1945 و 1992، واحتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الثانية بتجارب وصلت إلى 715 تجربة بين عامي 1949 و 1990، ثم بريطانيا بـ 45 تجربة بين عامي 1952 و 1991، وفرنسا بـ 210 تجارب بين عامي 1960 و 1996، وأخيرا الصين بـ 45 تجربة بين عامي 1964 و 1996، ليتم إجراء ما زيد عن 2000 تجربة نووية خلال عقود بين 1945 و 1966.

منشآت نووية صينية
منشآت نووية صينية

معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية

في عام 1996 جرى توقيع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، بهدف منع جميع أنواع التجارب النووية، سواء كانت تحت الأرض أو في الجو أو في البحر، ورغم فإن بعض الدول مثل الهند وباكستان وكوريا الشمالية لم تنضم إليها أو لم تلتزم بها بالكامل.

اقرأ أيضا..

سيناء مهد الأنبياء والكنوز والانتصارات.. ما لا تعرفه عن أرض الفيروز

حيث أجرت الهند تجربتين نوويتين في مايو 1998، وذلك بعد عقود من إجراء التفجير النووي السلمي في عام 1974، وكانت تلك التجارب بداية لحصول الهند على القدرة النووية الموثوقة، وفي العام ذاته ردت باكستان على تجارب الهند بإجراء سلسلة من التجارب النووية، ما أدى إلى تصعيد التوترات في منطقة جنوب آسيا بشكل كبير.

منشآت نووية صينية
منشآت نووية صينية

كوريا الشمالية تصدم العالم

لم تلتزم بيونج يانج بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، حيث أجرت العديد من التجارب النووية تحت الأرض بين 2006 و2017، ما أسهم في تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة بشكل ملحوظ، وأدت التفجيرات إلى قلق المجتمع الدولي بشأن استقرار الأمن في شبه الجزيرة الكورية واحتمالية تفاقم سباق التسلح النووي في شرق آسيا.

تم نسخ الرابط