تعلموا العربية وارتدوا علم فلسطين.. ماذا حدث للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
منذ أن بدأت حركة حماس في تنفيذ صفقات تبادل الأسرى الإسرائيليين بعد احتجازهم خلال أحداث 7 أكتوبر 2023، حرصت الحركة على إيصال رسالة واضحة للعالم عبر عملية تسليم الأسرى، وكان مضمون هذه الرسالة يتمثل أن صراعها ليس مع المدنيين الإسرائيليين وإنما مع الجيش والحكومة الإسرائيلية، ولهذا السبب، تظهر الأسيرات المفرج عنهن في حالة بدنية جيدة ومظهر مرتب، ما يكذّب ادعاءات الإعلام الإسرائيلي التي تفيد بأن الأسرى يعيشون في ظروف قاسية ويتعرضون للتعذيب المستمر.
من الدفعات الأولى وحتى تسليم آجام بيرجر
منذ تنفيذ الدفعات الأولى لتسليم الأسري الاسرائليين وحتى تسليم المجندة الإسرائيلية آجام بيرجر، اليوم الخميس والتي تأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدا واضحًا أن معاملة المحتجزين لم تكن أبدًا تصرفًا فرديًا، بل كانت نتاج تعامل مدروس ومنهجي من جميع عناصر حماس تجاه كافة المحتجزين دون أي تمييز.
إسوارة وقلادة بألوان علم فلسطين
عند تسليم المجندة الاسرائيلية "أجام بيرجر" اليوم الخميس ظهرت وهي في أفضل حال، مرتدية إسوارة وقلادة مزدانتين بالعلم الفلسطيني، وتلوح بيديها بابتسامة واضحة للحشود التي تجمعت حول منطقة التسليم في خان يونس جنوب قطاع غزة، بما في ذلك عناصر حركة حماس والفلسطينيين.
تعليم اللغة العربية
الأمر لم يتوقف عند الشكل الخارجي فحسب؛ ولكن المحتجزون الإسرائيليون تعلموا اللغة العربية خلال فترة احتجازهم وذلك بسبب أن عناصر القسام لا تجيد اللغة العبرية، وعند عملية التسليم، يظهر تعاملهم بوداعة مع عناصر حماس، كما حدث في عند تسليم المجندة الإسرائيلية مايا ريجيف التي أثارت انتباه منصات التواصل الاجتماعي عندما ودّعت أحد عناصر حماس قائلة: "باي.. شكرًا"، بينما ردّ عليها بتحية مماثلة وقال: "باي مايا"، وظهر الامتنان على وجه "مايا" تجاه عناصر حماس .
وكشف والد الأسيرة الإسرائيلية المحررة، "رومي جونين" عن تأثر ابنته بعناصر حركة حماس من حولها أثناء فترة احتجازها، قائلًا "إنها تعلمت اللغة العربية خلال ذلك العام، حيث كانت هي طريقة تواصلها مع محتجزيها في المقاومة الفلسطينية".
وأضاف والد الأسيرة الإسرائيلية المحررة في تصريحات صحفية، أن محتجزي ابنته لم يجيدوا العبرية لذلك تعلمت ابنته العربية بدورها حتى تتعلم التواصل معهم، إلا أنها تأثرت بذلك حتى بعيد الإفراج عنها فصارت تتحدث العربية في بعض الأحيان مع أسرتها، معللًا ذلك "أنه ربما بدافع العادة".
كسب الرأي العام
كتائب القسام نشرت مقاطع فيديو وثّقت لحظات تسليم الدفعة الثانية من المحتجزين ضمن المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى. في أحد المشاهد، عبّرت إحدى المحتجزات عن امتنانها لعناصر القسام قائلة: "سلام عليكم مرحبا، شكرًا لكتائب القسام على المعاملة الكويسة". بينما أثنت محتجزة أخرى على جهود عناصر القسام في تأمينهم من القصف، مُضيفة: "شكرًا للشباب اللي كانوا يحافظوا علينا ويديروا بالهم علينا من القصف".
هذه المشاهد والتصريحات بدت كرسالة تعكس استراتيجية حماس في كسب الرأي العام وإظهار صورة مخالفة للصورة النمطية التي تروّج لها إسرائيل حول معاملة الأسرى.