خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف النار في غزة.. ماذا يحدث؟
قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية، اليوم الأحد، شارع الرشيد الساحلي قرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما استهدف جيش الاحتلال أحياء سكنية وسط وجنوبي القطاع، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
ماذا حدث؟
أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية صاروخين في محيط عربة كانت تسير على شارع الرشيد الساحلي قرب منطقة جسر وادي غزة شمال غربي مخيم النصيرات، دون وقوع إصابات، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
حالة ذعر وهلع
وتسببت الغارة الإسرائيلية في بحالة من الذعر والهلع في صفوف الفلسطينيين الذين يسلكون شارع البحر مشيًا على الأقدام أو عبر عربات بدائية بسيطة، للعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وتمكن آلاف النازحين الفلسطينيين من مدينة غزة ومحافظة الشمال من العودة إلى مناطقهم السكنية من جنوب ووسط القطاع، بدءًا من الاثنين، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي خرق جديد آخر؛ أطلق جيش الاحتلال النار صوب منازل الفلسطينيين شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، دون وقوع إصابات.
كما أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) شرق قطاع غزة النار بكثافة تجاه أحياء مدينة رفح الشرقية جنوب قطاع غزة.
وفي 28 يناير الماضي، أقر جيش الاحتلال بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عبر إعلانه أنه أطلق النار تجاه فلسطينيين في القطاع بزعم أنهم شكلوا تهديدًا على قواته، وعلى سيارات بزعم دخولها منطقة غير مصرّح بالمرور فيها.
ودخل وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ يوم 19 يناير الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة القاهرة والدوحة وواشنطن.
مستقبل اتفاق غزة معلق
ومن المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل يوم الاثنين، لتأمين إطلاق سراح أكثر من 60 أسير إسرائيلي ما زالوا في غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، أن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة معلق بنتائج اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المقرر عقده يوم الثلاثاء في البيت الأبيض.
ورجحت أن ينتظر نتنياهو -الذي يكافح من أجل بقائه السياسي- ليرى موقف ترامب بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لجيش الاحتلال من غزة، قبل أن يتخذ أي قرارات.
ويأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على تفكير ترامب وإقناعه بتأييد خططه بشأن الحرب في غزة.
وتعتقد وسائل إعلام إسرائيلية بأن عدم التحرك نحو المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعني استمرار الحرب في غزة لمدة عام آخر على الأقل في محاولة للإطاحة بحركة حماس التي تريد إنهاء الحرب والبقاء في السلطة في القطاع، وهو ما تعارضه إسرائيل.
وفي الأثناء، دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إسرائيل وحركة حماس للبدء فورًا في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.
وأشار رئيس الوزراء القطري، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إلى أنه لا توجد خطة واضحة بشأن موعد بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وشدد آل ثاني، على أهمية التزام الأطراف ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق وعدم المساومات للانخراط بالمفاوضات.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل - بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 - إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.