الحبيب الجفري: مصر منارة العلم والثقافة

الحبيب الجفري
الحبيب الجفري

أكد الشيخ الحبيب علي الجفري أن مصر تمثل محورا رئيسيا يحمل راية العلم والثقافة في المنطقة والعالم أجمع، قائلا: "إنها كانت ولا تزال منارة إشعاع فكري وحضاري تؤثر فيما يحيط بها من دول ومجتمعات".

الهوية تحمل في جوهرها المعاني المرتبطة بحقيقة الإنسان المطلقة

وفي إطار حديثه، تناول مفهوم الهوية بوصفه مصطلحا معاصرا مستمدا من كلمة "هو"، مشيرا إلى أن الهوية تحمل في جوهرها المعاني المرتبطة بحقيقة الإنسان المطلقة وصفاته التي تبرز تميزه وتألقه عن غيره من الأفراد والمجتمعات.

الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة

وأشار الجفري إلى أن سؤال الهوية بات السؤال الملح الذي يشغل أفكار المجتمعات حاليا، مشيرا إلى أن العالم، بسبب غلبة النسبية المفرطة في التعامل مع الأفكار والقيم، وصل إلى حالة من الضبابية الفكرية وفقدان المنهجية الواضحة.

وأضاف أن هذا الانجراف نحو ما يعرف بتيارات ما بعد الحداثة أدى إلى تعزيز ظاهرة العدمية، التي خلفت فوضى مؤثرة في الحياة الإنسانية، رغم الإنجازات العلمية التي أحرزتها البشرية في مجالات أخرى.

جاءت هذه التصريحات خلال ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية تحت مظلة قطاع البحث الأكاديمي بعنوان "الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة"، وقد انعقدت الفعالية بالتعاون مع المؤسسة الصديقية للخدمات الثقافية والاجتماعية، حيث أعقب الندوة جلسة حوارية ثرية أدارها كل من الشيخ محمد الكتاني والشيخ مصطفى ثابت، وشارك فيها الشيخ الحبيب علي الجفري بأفكاره ورؤاه القيمة.

دور مكتبة الإسكندرية في تعزيز الحوار الثقافي

في مستهل الندوة، ألقى الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي والقائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية، كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور، ونقل تحيات الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، الذي أعرب عن سعادته باحتضان المكتبة لمثل هذه النقاشات الفكرية العميقة.

وأكد سليمان أن المكتبة تسعى باستمرار لأن تكون مركزا جامعا للحوار الثقافي والفكري، إيمانا بأهمية مساهمة أبناء الوطن في نهضة المجتمعات، خاصة في ظل التغيرات الكبرى التي يمر بها العالم.

أبناء الأمة العربية والإسلامية فاعلون ومؤثرون في إنتاج الفكر العالمي

وشدد الجفري على أهمية أن يكون أبناء الأمة العربية والإسلامية فاعلين ومؤثرين في إنتاج الفكر العالمي، بدلا من الاكتفاء بدور المتلقي لما ينتجه الآخرون، كما حدث في بعض الحقب الماضية، لا سيما في ظل المرحلة الحرجة التي تعيشها المنطقة وما شهدته من تحديات وجودية خلال العقد الأخير.

كما أشار إلى أن الحالة العبثية التي يعيشها العالم اليوم، والتفاوت الكبير في ملامح الهوية الإنسانية الجامعة، يستدعيان استجابة فاعلة تتمثل في المشاركة الحقيقية في صياغة المستقبل.

وأكد بشكل خاص على التحديات والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مشددا على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة وتوظيفها بما يسهم في الحفاظ على الهوية وتعزيز دور المجتمعات في بناء مستقبل أكثر توازنا وإنسانية.

تم نسخ الرابط