تحولت لمدينة أشباح
عمرها 200 سنة.. المياه تهدد بمحو عاصمة إفريقية من على وجه الأرض
بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، والظروف المناخية شديدة التطرف، يتوقع العلماء اختفاء عاصمة إفريقية عمرها يتجاوز 200 عام، إذ يخشى العلماء أن تختفي من على وجه الأرض لتسكن قاع البحر، بسبب منسوب المياه الأخذ في الارتفاع.
بانجول تتحول لمدينة أشباح
العاصمة الجامبية بانجول، مهددة بشكل كبير إثر ارتفاع مناسيب المياه بشكل غير طبيعي، وزيادة عدد الفيضانات، ما يهدد باختفائها تحت سطح البحر خلال العقود المقبلة، بالإضافة إلى ما سبق يساهم الطقس السيئ كذلك في تسريع وتيرة غرق العاصمة ومحوها من على وجه الأرض.
اقرأ أيضا..
«صلاح» غاضب وليفربول يبحث تحسين عرضه.. هل يقترب «مو» من الهلال السعودي؟
وبحسب بعض الأبحاث التي قام بها نفامارا دامفا، عالم الأبحاث الجامبي في جامعة مينيسوتا، فأن 64% من الأسر في بانجول التي شملها استطلاع عام 2020 تنوي الهجرة بحلول عام 2050، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثيرات تغير المناخ.
كبار المسؤولين يهربون خارج المدينة
يأتي هذا في وقت تعاني العاصمة من تدهور ملحوظ، حيث يصفها المقيمون بأنها أصبحت أشبه بمدينة أشباح، وفي الوقت نفسه، يعيش العديد من المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم رئيس البلدية، خارج المدينة، ويتنقلون إليها فقط لأداء مهامهم.
اقرأ أيضا..
مصر تقطع الطريق على إثيوبيا وتحرمها من توسيع نفوذها في إفريقيا
وبين عامي 1983 و2024، شهدت بانجول انخفاضاً كبيراً في عدد السكان، حيث تراجع من حوالي 45.000 نسمة في عام 1983 إلى نحو 26.000 نسمة في عام 2024، وفقاً للنتائج الأولية لتعداد السكان لعام 2024.
هروب رجال الأعمال من المدينة
وبينما تعاني المدينة من نزوح جماعي، لأعداد كبيرة من الأشخاص، بما في ذلك السكان الأصليين والصيادين، هرب رجال الأعمال وأصحاب الشركات من المدينة إلى أماكن أكثر أمانا، وحذر العلماء من أن ارتفاع منسوب البحر بمقدار متر واحد يعني نهاية المدينة، عبر غمرها بمياه البحر، فيما لم تقم الحكومة بأي تحرك لإنقاذها، بل وقفت عاجزة أمام الطبيعة المتطرفة التي تعصف بواحدة من أهم مدن جامبيا.
ومنذ عامين تعرضت المدينة القديمة إلى واحد من أكثر الفيضانات قوة، وذلك عقب هطول أمطار غزيرة تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالشركات والمنازل ومواقع العمل والإنتاج، ما تسبب في هروب رجال الأعمال، وتضرر أكثر من 50 ألف شخص ونزوح الآلاف خوفا على حياتهم.
أسباب تدهور الحياة في بانجول
هناك أسباب عديدة بعضها طبيعية وأخرى صنعها السكان، كانت سببا في كتابة نهاية العاصمة بانجول، حيث يشكل ارتفاع مستويات المياه بشكل عام في تهديد السكان وزيادة الخطر، بالإضافة إلى التعدين التجاري الذي يساهم في تآكل الشواطئ، إذ تسبب ذلك في تقليص الحاجز الطبيعي ضد الفيضانات.
ليس هذا فحسب، بل ساهم قطع أشجار المانجروف، وجوز الهند في إضعاف التربة وتفككها وسمح للمياه بجرفها إلى البحر، حيث تعمل أشجار المانجروف كحاجز طبيعي ضد الفيضانات والتآكل والعواصف.
تدابير التكيف لحماية الميناء الوحيد في البلاد
وفيما يتعلق بالاستجابة لتحديات المناخ، يقول عثمان جوبارتيه، المدير الإداري لهيئة موانئ غامبيا: نحن ننفذ تدابير التكيف لضمان بقاء بنيتنا التحتية مقاومة للمناخ، ونفعل كل ما في وسعنا لحماية ميناء بلادنا من تغير المناخ، مضيفا أن الميناء يعمل بالتعاون مع المركز العالمي للتكيف على تعزيز مقاومة بنيته التحتية للمناخ، بما في ذلك رفع الهياكل والأرصفة للحد من مخاطر الفيضانات.
وتواجه العاصمة كثيرا من التحديات خلال العام 2025، إذ متوقع أن تضربها حرائق وأعصاير خلال العام الجاري، وتعد بانجول مركزا لصيد الأسماك وتربية المحار والتجارة بسبب موقعها الساحلي وامتلاكها الميناء البحري الدولي الوحيد في البلاد.