إهمال وجبة الإفطار يوميًا.. دراسة تكشف تأثيراته الخطيرة على الجسم

الكثير من الأشخاص يتعجلون يوميا ويتجاهلون وجبة الإفطار، رغم أنها جزء أساسي من الروتين اليومي.

تخطي وجبة الإفطار

إن تخطي طلاب المدارس والمراهقين لوجبة الإفطار ليس بالأمر الجديد، ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه المقلق يظهر بوضوح في الأبحاث. 

فقد أظهرت دراسة استمرت عقدا من الزمن، أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حول صحة المراهقين ورفاهيتهم، أن واحدا فقط من كل أربعة طلاب في المدارس الثانوية يتناول وجبة الإفطار يوميا.

ويسلط التقرير، الذي يتتبع أنماط الحياة، الضوء على انخفاض مثير للقلق في العادات الغذائية للطلاب، بالإضافة إلى تراجع معدلات النشاط البدني والنوم.

في حين يُظهر التقرير انخفاضا طفيفا في استهلاك المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية، إلى جانب زيادة في تناول الماء، إلا أن معظم العادات الغذائية الصحية الأخرى قد تراجعت.

كما انخفض معدل تناول وجبة الإفطار اليومية إلى 27%، وكان التراجع أكثر وضوحًا بين الطالبات، حيث بلغ 22% فقط مقارنة بـ 32% بين الذكور.

لماذا يتخطى المراهقون وجبة الإفطار؟

على الرغم من عدم وجود إجابة مباشرة على هذا السؤال، وفقًا لعلماء النفس - بالنسبة للعديد من طلاب المدارس الثانوية، فإن وجبة الإفطار هي أسهل وجبة يمكن تخطيها.

تشرح ساتيا ناريش، أخصائية علم نفس الأطفال، "إنهم يقعون بين الاندفاع إلى المدرسة، أو عدم الشعور بالجوع في الصباح. لذا، فهم لا يرون الإفطار كأمر يجب إعطاؤه الأولوية، أو أنه شيء يمكن التضحية به لصالح النوم الإضافي، أو الواجبات المنزلية والمهام في اللحظة الأخيرة".

تشرح ناريش الإيقاع اليومي المتغير، حيث إن ساعة جسم المراهق ليست عنيدة فحسب - بل إنها مبرمجة بيولوجيًا للتغيير لاحقًا.

في حين أن معظم المراهقين لا يستطيعون النوم قبل الساعة 11 صباحًا أو حتى منتصف الليل، فإن الذهاب إلى المدرسة مبكرًا يصبح صراعًا حقيقيًا وتتعارض دورات نومهم مع جداول المدرسة، مما يجعلهم خاملين ومنهكين.

و عندما يشعر كل دقيقة إضافية من النوم بأنها لا تقدر بثمن، يفضل معظمهم الضغط على زر الغفوة بدلاً من الجلوس لتناول الإفطار علاوة على ذلك، يمكن أن يجعلهم الحرمان من النوم يشعرون بالتعب الشديد - أو حتى الغثيان - لدرجة أنهم لا يستطيعون تناول الطعام في الصباح.

علاوة على ذلك، يحمل العديد من الطلاب أيضًا فكرة خاطئة مفادها أن تجنب وجبة الإفطار يمكن أن يساعدهم في إنقاص الوزن. ومع ذلك، تظهر الدراسات أن تخطي وجبة الإفطار يمكن أن يؤدي في الواقع إلى الإفراط في تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم، مما يؤدي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي وزيادة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة غير الصحية.

لماذا يعتبر تخطي وجبة الإفطار مشكلة كبيرة؟

كما توضح الطبيبة آشا رانجاناثان، فإن تخطي وجبة الإفطار يمكن أن يبطئ عملية التمثيل الغذائي، مما يدفع الجسم إلى الحفاظ على الطاقة وحرق عدد أقل من السعرات الحرارية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

وعلاوة على ذلك، فإنه يحرمك من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الكالسيوم والحديد وفيتامين د، والتي تعد ضرورية لصحة العظام ونمو العضلات. وبدون وجبة الإفطار، تنخفض مستويات السكر في الدم، مما يزيد من التهيج والتوتر وخطر الاكتئاب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص التغذية الصباحية يضعف جهاز المناعة، مما يجعل المراهقين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. بالنسبة للمراهقين في مرحلة النمو، فإن وجبة الإفطار ليست مجرد وجبة - إنها ضرورية للطاقة والتركيز والرفاهية العامة.