جهود مصرية وقطرية مكثفة لإنقاذ الهدنة في غزة

أفاد مصدر مصري مطلع، بأن الوساطات المصرية والقطرية تسعى لإيجاد مخرج يضمن تنفيذ اتفاق غزة بشكل متوازن ويحافظ على التهدئة لتجنب تصعيد جديد قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر.
وأوضح المصدر أن الاتصالات مستمرة على أعلى مستوى مع الأطراف وسط ضغوط أمريكية وإسرائيلية متزايدة لاستئناف العمليات العسكرية إذا لم يتم تسليم الأسرى بحلول ظهر السبت، وفق ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.
وأكد أن مصر وقطر تكثفان جهودهما الدبلوماسية في محاولة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتباد الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
تهديد إسرائيلي
يأتي ذلك في ظل تضاؤل فرص صمود وقف إطلاق النار في غزة بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بأن وقف إطلاق النار في غزة سينتهي إذا لم تطلق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع يوم السبت.
وقال نتنياهو في بيان، عقب اجتماع للمجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)، لبحث تطورات صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إن الجيش سيعود للقتال المكثف في غزة حتى هزيمة حركة حماس نهائيًا.
ويهدد هذا الموقف بإعادة إشعال الصراع الذي دمر قطاع غزة، وأدى إلى نزوح معظم سكانه داخليا، وتسبب في نقص الغذاء والمياه الجارية والمأوى، ودفع الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية أوسع نطاقا.
خروقات إسرائيلية
والاثنين، أعلنت حركة حماس في بيان، تعليق إطلاق الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين الذي كان مقررا يوم السبت لحين التزام إسرائيل ببنود اتفاق غزة.
ووفق حماس تتمثل الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في التالي:
- تأخير عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
- تنفيذ غارات جوية في عدة أجزاء من القطاع.
- منع بعض المساعدات الإنسانية.
- تأخر دخول الخيام والمنازل المتنقلة إلى غزة للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم.
وبوتيرة شبه يومية يطلق جيش الاحتلال النار عبر مسيّراته صوب فلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وأدت الاستهدافات الإسرائيلية المباشرة إلى استشهاد 92 فلسطينيًّا و822 مصابًا منذ سريان اتفاق غزة في 19 يناير الماضي، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وردا على حماس، هدد ترامب بفتح ما أسماه بأبواب الجحيم وإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة بحلول ظهر يوم السبت.
والثلاثاء، أكدت حماس، في بيان، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، مشيرة إلى أن تل أبيب هي التي لم تفِ بتعهداتها وتقع عليها مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير.
وتعد هذه هي الأزمة الأكثر خطورة التي واجهها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة منذ توقيعها في 19 يناير الماضي، ويتوقع أنه إذا تمسكت حماس وإسرائيل بمواقفهما الحالية، فسوف تستأنف الحرب هذا الأسبوع.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح 16 أسيرًا إسرائيليًا، بجانب 5 تايلانديين، مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ولا يزال 76 آخرين في غزة.
ومن المفترض أن يتم إطلاق سراح 17 أسيرًا إسرائيليًا بحلول نهاية المرحلة الحالية، يُعتقد أن 9 منهم على قيد الحياة، بينهم أمريكي.
ويُعتقد أن من بين الـ59 أسيرًا إسرائيليًا المتبقين في غزة المفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية، 24 على قيد الحياة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل - بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 - إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.