مصر تواصل التحرك الدولي.. إعادة الإعمار وحل الدولتين على رأس أجندة القاهرة

في ظل الجولات الخارجية الهادفة إلى التأكيد على ضرورة حل الدولتين وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، طرح وزير الخارجية بدر عبدالعاطي خلال لقاءه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش أعمال الاجتماع الوزاري بشأن سوريا المنعقد في فرنسا، رؤية مصر بشأن بلورة تصور شامل لمساعدة الفلسطينيين في غزة.

ونقل عبدالعاطي تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس الفرنسي، مؤكدًا على أن مصر تواصل بذل جهود حثيثة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان استقرار الأوضاع هناك على المدى الطويل.

وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات الإنسانية

 وطرح وزير الخارجية على الرئيس الفرنسي الجهود التي بذلتها مصر، بدءًا من التفاوض على وقف العمليات العسكرية، مرورًا بتنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وصولاً إلى دعم حل الدولتين وجهود إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.

اقرأ أيضا..

اصطدام حاملة طائرات أمريكية بسفينة تجارية في البحر المتوسط.. ماذا حدث؟

وأكد على أن مصر، تعمل كذلك على ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى غزة لتلبية احتياجات السكان المتضررين، مثل الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، والمنازل المتنقلة.

مشيرًا إلى أن القاهرة بصدد بلورة خطة شاملة للتعافي المبكر من خلال تنفيذ برامج ومشروعات لإزالة الركام الذي خلفته الحرب، وإعادة بناء البنية التحتية، مع التأكيد على أهمية بقاء الفلسطينيين على أراضيهم وحل الدولتين وعدم إبعادهم أو تهجيرهم. 

ماكرون يجدد رفضه تهجير الفلسطينيين

من جانبه، ثمن الرئيس الفرنسي الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الصدد، ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وبعث بتحياته إلى الرئيس السيسي على ما يقوم به والجهود التي يبذلها، معربًا عن دعم فرنسا لهذه الجهود مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

ويأتي اللقاء بعد أيام من زيارة وزير الخارجية المصري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التقى نظيره الأمريكي، وأكد على أن القاهرة تجدد موقفها بضرورة بقاء الفلسطينيين على أرضهم في غزة، مع بحث إمكانية إعادة إعمار القطاع المدمر.

وزير الخارجية يطلع الجانب الأمريكي على تطورات الأوضاع بغزة

فيما التقى بدر عبدالعاطي وزير الخارجية، بمستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ومبعوث واشنطن للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومنسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي إريك تريجر.

وشهد اللقاء مناقشة مستفيضة لآخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولب النزاعات في المنطقة المتمثل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وضرورة حل الدولتين والأوضاع في قطاع غزة.

واستعرض الوزير الجهود المصرية في هذا الإطار، وضرورة تثبيت إطلاق النار في غزة، وتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاثة، ونفاد المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من أوضاع صحية واقتصادية متردية، وإعادة إعمار القطاع مع بقاء الفلسطينيين على أراضيهم.

العلاقات المصرية الأمريكية المشتركة

وأكد وزير الخارجية المصري على أهمية إرساء أفق سياسي يؤدي إلى تسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

وأشار عبدالعاطي، إلى أنه وفقًا للموقف المصري، يجب أن تضمن التسوية إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يمثل أحد الأهداف الرئيسية للسياسة المصرية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضا..

زيارة ترامب للسعودية.. هل توقف الحرب الروسية وتثبت وقف إطلاق النار بغزة؟

كما تناول اللقاء جانبًا مهمًا من العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، حيث تم التأكيد على دعم أطر التعاون بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، مشيدًا بالشراكة الممتدة بين مصر والولايات المتحدة والتي تعود إلى أكثر من 4 عقود، وتطرق إلى ما تم تحقيقه من تعاون بناء في العديد من المجالات، مثل السياسة والاقتصاد والأمن.

مصر تعتزم تقديم تصور لإعادة إعمار غزة

يأتي هذا بعد بيان سابق أصدرته وزارة الخارجية، أعربت فيه عن تطلعها للمزيد من التعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، للتوصل إلى سلام عادل وشامل في المنطقة، وإيجاد لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما يحفظ حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

ومع تأزم الأوضاع في المنطقة، وتهديد الاحتلال بنقض الاتفاق، الذي جرى توقيعه بوساطة مصرية قطرية أمريكية، أكدت مصر اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع، وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.

حل متوازن للقضية الفلسطينية 

فيما شددت القاهرة على أهمية أن تكون أي رؤية لحل القضية الفلسطينية متوازنة وتحافظ على مكتسبات السلام في المنطقة، من خلال تجنب أي خطوات قد تهدد هذه المكاسب، وفي الوقت نفسه تعالج جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل جذري، وهو ما يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. 

بينما ركزت مصر على أن تنفيذ حل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار دائم والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة، وذلك بحسب قرارات الشرعية الدولية.