لقاح صيني جديد يقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

كشف علماء صينيون عن تطوير لقاح للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهو الهدف الذي يسعى إليه العديد من الباحثين في مجال الرعاية الصحية لمعالجة أزمة أمراض القلب والأوعية الدموية المتزايدة.

لقاح يقي من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

حقق العلماء في الصين هذا الاختراق العلمي، حيث زعموا أنهم طوروا حقنة قد تكون فعالة في منع تراكم اللويحات في الشرايين، والتي يمكن أن تؤدي إلى جلطات الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية.

وقد نشرت نتائج هذا التطور الجديد في مجلة Nature Journal، ولا يزال مرض القلب هو القاتل الأول في الولايات المتحدة، وفقا لتحديث إحصائيات أمراض القلب والسكتة الدماغية لعام 2025 الصادر عن جمعية القلب الأمريكية. 

وتشير الإحصاءات إلى أنه كل 34 ثانية يموت شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة، بحسب الدكتور كيث تشرشويل، رئيس الجمعية.

تطوير لقاح للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية

يعد تطوير لقاح للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية خطوة ثورية، نظرا إلى دوره المحتمل في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب.

يعرف تصلب الشرايين، أو تراكم اللويحات الدهنية في الأوعية الدموية، بأنه أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. 

ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين الناجم عن الالتهاب إلى إعاقة تدفق الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أو تمدد الأوعية الدموية، أو النوبات القلبية.

وفي مراحله المبكرة، قد لا يظهر تصلب الشرايين أعراضا ملحوظة، ومع ذلك، عندما تضيق الشرايين بشكل كبير أو تسد، مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الدم إلى الأعضاء والأنسجة، يصبح الأمر خطيرا وقد يكون مميتا.

قد تعيق الجلطة الدموية تدفق الدم تماما، وفي بعض الأحيان قد تنكسر هذه الجلطة، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وذلك حسب موقع الجلطة، سواء كانت في شريان بالقلب أو في الأوعية المؤدية إلى المخ.

وفي حال تطورها في الشرايين المؤدية إلى الكلى، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي.

بمجرد تشخيص تصلب الشرايين عن طريق الفحوصات الطبية، يمكن علاجه من خلال إجراءات مثل رأب الأوعية الدموية أو استخدام الدعامات.

ماذا تقول الدراسة الأخيرة عن لقاح النوبات القلبية؟

على الرغم من أن الدراسة أجريت على الفئران، فإنها تبعث الأمل في تطوير لقاح فريد من نوعه يمكنه منع تطور تصلب الشرايين لدى الفئران، مما قد يمهد الطريق للوقاية من أمراض القلب القاتلة لدى البشر.

وكتب العلماء في جامعة نانجينغ للعلوم والتكنولوجيا في الصين: "إن تصميم لقاحنا النانوي وبياناتنا السريرية الأولية يقدمان مرشحا محتملا للعلاج الوقائي لتصلب الشرايين".

ساهمت الأبحاث السابقة في بناء مكتبة رقمية تضم بروتينات مختلفة تساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز استجابة الجسم المناعية لتصلب الشرايين.

وقد ثبت أن أحد هذه البروتينات، المعروف باسم p210، ينشط استجابة مناعية تبطئ تقدم تصلب الشرايين، ويعمل هذا البروتين كمكون رئيسي في اللقاح الجديد.

كيفية عمل اللقاح

يعمل اللقاح من خلال ربط مستضد p210 بجسيمات أكسيد الحديد النانوية المجهرية، بينما تحمل مجموعة أخرى من الجسيمات النانوية مادة مساعدة تعزز الاستجابة المناعية.

وتوصلت الدراسة إلى أن تصميم اللقاح ساعد في منع تطور اللويحات وتصلب الشرايين لدى الفئران التي تناولت نظاما غذائيا غنيا بالكوليسترول.

وقد ساهمت هذه العملية في تمكين الجسم من امتصاص المستضد والمواد المساعدة، مما أدى إلى تحفيز الخلايا الشجيرية على شكل نجمة في الجهاز المناعي. 

وأدى التفاعل المتسلسل الناتج عن اللقاح في النهاية إلى إنتاج أجسام مضادة تستهدف البروتين p210.

وكتب الباحثون: "تثبت نتائجنا أن استراتيجية توصيل اللقاح النانوي ذات الشقين فعالة ضد تصلب الشرايين".

وعلى الرغم من النتائج الواعدة، فإن اللقاح لن يكون متاحا في أي وقت قريب، إذ لا تزال هناك حاجة لإجراء اختبارات مكثفة، إلى جانب المزيد من الدراسات لفهم المدة التي يوفر فيها اللقاح النانوي الحماية ضد تصلب الشرايين.