الأول منذ الحرب الأوكرانية.. تعاون استخباراتي أمريكي روسي يثير مخاوف أوروبا
شهدت العلاقات الأمريكية الروسية تطورًا نادرًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث أجرى مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي "أس في آر" سيرجي ناريشكين، اتصالًا هاتفيًا مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" جون راتكليف، وهو أول تعاون استخباراتي أمريكي روسي منذ عودة الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025.
تعاون استخباراتي أمريكي روسي
كشف بيان صادر عن جهاز الاستخبارات الروسي تفاصيل الاتصال الذي جرى مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأول تعاون استخباراتي أمريكي روسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث قال "أس في آر" إن الاتصال تم يوم 11 مارس 2025.
اقرأ أيضا..
الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية في غزة تصل منتجع ترامب وساعة بيج بن
وناقش الجانبان أهمية التواصل المنتظم بين الجهازين الأمنيين، لضمان الاستقرار والأمن الدوليين، وخفض التوتر بين موسكو وواشنطن، وهو أمر لم يحدث منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.
تقارب بين واشنطن وموسكو
فتح باب خلفي بين الأجهزة الاستخباراتية في البلدين، عبر تعاون استخباراتي أمريكي روسي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن تقاربًا متزايدًا، خاصة بعد تبدّل موقف واشنطن من الحرب في أوكرانيا في عهد الرئيس دونالد ترامب، عكس ما كان عليه الوضع في ظل حكم الرئيس السابق.
وانعكس ذلك بشكل واضح في اتصال هاتفي بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال شهر فبراير الماضي، وفي تطور لافت، جاء أول تعاون استخباراتي أمريكي روسي منذ بداية الحرب على أوكرانيا، في اليوم ذاته الذي اجتمع فيه وفدان أمريكي وأوكراني بالسعودية، وأسفر عن إعلان كييف استعدادها لهدنة لمدة 30 يومًا، بشرط قبول روسيا بها.
واشنطن تدعو موسكو لقرار سريع بشأن الهدنة
من جانبها دعت الولايات المتحدة الأمريكية، موسكو إلى اتخاذ قرار سريع بشأن الهدنة التي جرى اقتراحها، في المقابل، لم تتخذ موسكو موقفًا نهائيًا بعد، حيث صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن روسيا بحاجة إلى إطلاع رسمي من الولايات المتحدة على نتائج المحادثات التي جرت في جدة، قبل اتخاذ أي قرار بشأن وقف إطلاق النار.
اقرأ أيضا..
لإرضاء إسرائيل.. ترامب ينتقم من جنوب إفريقيا بورقة "المزارعين البيض"
يأتي هذا فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اجتماعًا أمريكيًا روسيًا قد يُعقد خلال الساعات المقبلة، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا حثيثة للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، فيما توقع ترامب أن تجرى محادثات مباشرة مع الرئيس بوتين هذا الأسبوع لمناقشة تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار.
اتصالات روسية أمريكية خلال الأيام المقبلة
من جانب موسكو، لم تستبعد وزارة الخارجية الروسية إجراء اتصالات مع مسؤولين أمريكيين خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة قد تسرّع التوصل إلى تفاهمات جديدة.
فيما أشار بيسكوف إلى أن تنظيم مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب أمر ممكن وسريع التنفيذ إذا اقتضت الضرورة، ما يعكس احتمال تصعيد المفاوضات إلى أعلى المستويات الدبلوماسية قريبًا.
ويأتي هذا التحرك وسط تحولات استراتيجية في السياسة الأمريكية تجاه الحرب الأوكرانية، حيث يبدو أن إدارة ترامب تميل إلى تقليل التورط العسكري الأمريكي، والتركيز على التفاوض المباشر لإنهاء النزاع، وهو ما قد يفتح الباب أمام تسوية سياسية محتملة للصراع المستمر منذ أكثر من 3 أعوام.
غموض موقف روسيا من المقترح الأمريكي
رغم هذه التحركات الدولية، فإن موقف موسكو لا يزال غامضًا، حيث أبدت حذرًا واضحًا في التعامل مع المقترح الأمريكي، وسط إشارات إلى أن أي اتفاق محتمل يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لروسيا.
اقرأ أيضا..
لعقد صفقة تاريخية.. ترامب يعلن موعد زيارته للمملكة العربية السعودية
وبحسب محللين، فإن الموقف الروسي قد يكون مرتبطًا بضمانات طويلة الأمد تتعلق بعدم توسع الناتو شرقي أوروبا، إضافة إلى الاعتراف ببعض المكاسب الميدانية التي حققتها موسكو منذ بدء الحرب.
أوكرانيا تضع شروطا للهدنة
على الجانب الأخر، أكد مسؤولون أوكرانيون أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يكون مشروطًا بانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة، وهو ما قد يمثل عقبة أمام نجاح المفاوضات.
فيما شددت كييف على أنها لن تقبل بأي اتفاق يقوّض سيادتها على أراضيها، ما يعني أن تحقيق هدنة دائمة قد يتطلب جولات إضافية من المحادثات والتفاهمات بين مختلف الأطراف.
ضغوط سياسية على ترامب
في هذه الأثناء، تتزايد الضغوط السياسية داخل أمريكا على إدارة ترامب، حيث يطالب بعض أعضاء الكونجرس بموقف أكثر وضوحًا تجاه روسيا، وسط انقسام داخلي بين مؤيدين لإنهاء الدعم العسكري لأوكرانيا، وآخرين يرون أن واشنطن يجب أن تواصل تقديم المساعدات لمنع موسكو من تحقيق مكاسب استراتيجية.
