رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

رصاصة على الطريق.. اعترافات قاتل في جريمة هزت القليوبية

أرشيفية
أرشيفية

لم يكن يعلم أن لحظة اندفاع ستغير حياته للأبد، وأن قرارا واحدا سيتحول إلى كابوس يطارده. 

أحمد رضا، كهربائي سيارات لم يتجاوز الثامنة عشرة، جلس أمام المحققين يحاول سرد تفاصيل جريمته، وكأنها مشهد عابر، غير مدرك أن ضغطة واحدة على الزناد لم تنه حياة شاب فقط، بل أنهت مستقبله هو أيضا.

بداية الليلة المشؤومة

في ليلة الثلاثاء، كان «أحمد» يبحث عن فرصة جديدة للسرقة. 

الحاجة إلى المال كانت دافعه الأول، فقرر التواصل مع صديقيه خالد ويوسف، واتفقوا على التوجه إلى الطريق الدائري، حيث تسمح السرعة والفوضى بتنفيذ جرائمهم والهروب بسهولة. 

لم يكن يعلم أن هذه الليلة ستنتهي بجريمة قتل تهز القليوبية.

"هات الشنطة والموبايل"

«كنت محتاج فلوس»، هكذا بدأ أحمد اعترافه أمام النيابة، مؤكدا أنه لم يخطط للقتل، لكنه لم يتردد حين وجد نفسه في مواجهة الضحية. 

كان الاتفاق مع شريكيه واضحا: استهداف المارة، سرقة ما يحملونه، ثم الهروب سريعا. 

انطلق الثلاثة على دراجة نارية، يسيرون عكس الاتجاه بحثا عن فريسة.

عند نزلة مسطرد، لمح «أحمد» شابا يسير بمفرده، منشغلا بمكالمة هاتفية، اقترب منه وسأله عن الطريق، مستغلا لحظة انتباهه ليبدأ خطته؛ «بمجرد ما بدأ يشرح لي، طلعت الخرطوش من ضهري، وقلت له هات الشنطة والموبايل»، يروي أحمد تفاصيل اللحظة الحاسمة.

لكن الضحية لم يستسلم بسهولة. بدلا من تسليم متعلقاته، أمسك بحقيبته بقوة وبدأ يصرخ: «إلحقوني.. حرامي!». 

اجتذب صوته أنظار المارة، وبدأت بعض السيارات تبطئ سرعتها، مما وضع أحمد في مأزق لم يكن مستعدا له.

"أنا عارفك وهبلغ عنك"

بدأ أحمد في انتزاع الحقيبة بالقوة، لكن الضحية ظل يصرخ ويمسك بها. 

عندها، تفوه بكلمات غيرت مسار الحادثة تماما: «أنا عارفك وأنت من مسطرد.. وهبلغ عنك».

في لحظة، سيطر الرعب على أحمد، لم يكن يتخيل أن أحدا قد يتعرف عليه، ولم يكن مستعدا لمواجهة عواقب أفعاله. 

«خوفت أتحبس»، يقول المتهم، وكأن الخوف من السجن كان أقوى من الخوف من إنهاء حياة إنسان.

لم يفكر.. ضغط على الزناد، رصاصة واحدة أصابت الضحية في صدره، أسقطته أرضا غارقا في دمائه، لكن رغم الألم، لم يكن صوته قد اختفى بعد.

«سمعته بيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. قالها كذا مرة»، يضيف أحمد، متذكرا اللحظات الأخيرة للضحية.

نهاية المطاف

هرب أحمد ورفاقه إلى منطقة المؤسسة، حيث باعوا المسروقات سريعا وتقاسموا الأموال بينهم، كل منهم حصل على 1200 جنيه. 

لم يكن لديهم أي إحساس بالخطر، وكأن ما فعلوه مجرد "عملية سرقة" أخرى.

لكن لم يطل هروبهم كثيرا، ففي صباح اليوم التالي، وبينما كان أحمد يعمل في ورشته كالمعتاد، وجد رجال المباحث يحيطون به، «لقيتهم جم عليا الورشة وأنا شغال»، قال بصوت لم يكن يحمل نفس اللامبالاة التي ظهر بها في البداية.

تم نسخ الرابط