ضحية الرصاصة الطائشة بشبرا الخيمة لـ«تفصيلة»: فقدت بصري للأبد بسبب بلطجية المنطقة
لم يكن محمد يتخيل أن يومه سينتهي بهذه المأساة، فقد كان مجرد عامل بسيط يؤدي عمله بجد داخل إحدى الورش الصناعية بمنطقة بهتيم بشبرا الخيمة، يسعى لكسب رزقه وإعالة أسرته.
لكن لحظة واحدة غيرت حياته إلى الأبد، حين استقرت في عينه رصاصة طائشة خلال مشاجرة لا علاقة له بها، لتسرق منه نعمة البصر وتتركه يواجه مستقبله في ظلام دامس.
شاب يفقد بصره برصاصة طائشة
في ذلك اليوم المشؤوم، كان محمد، البالغ من العمر 30 عاما، منشغلا بعمله داخل ورشة النجارة التي يعمل بها، غير مدرك لما يجري في الخارج.
وفي تلك اللحظة، اندلعت مشاجرة دامية بين طرفين مسلحين في الشارع المجاور، وسرعان ما تطورت إلى تبادل عنيف لإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.
لحظة مأساوية غيرت حياته
مع تصاعد حدة الاشتباكات، انطلقت رصاصة خرطوش طائشة من أحد المتشاجرين، واتجهت مباشرة نحو محمد، فأصابته في عينه دون سابق إنذار.
سقط على الأرض وسط صراخ المارة الذين هرعوا لنجدته، وتم نقله على الفور إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه، لكن الأطباء أكدوا أن الإصابة بالغة، وأدت إلى فقدانه البصر بشكل كامل، دون أي أمل في العلاج أو استعادة الرؤية.
محمد يروي مأساته
في حديثه لـ«تفصيلة»، قال محمد بصوت يملؤه الألم والانكسار: «لم أكن طرفا في أي شيء، لكنني فقدت بصري للأبد، كنت أسعى لكسب رزقي بالحلال، والآن أصبحت عاجزا. لا أدري كيف سأعيش حياتي القادمة؟ كيف سأعمل؟ كيف سأنفق على أسرتي؟».
وأشار إلى أن المتهمين من ذوي النشاط الإجرامي، وكانت المشاجرة بينهم بسبب خلافات على بيع المخدرات، لينتهي الأمر بمأساة لم يكن له فيها أي ذنب.
وتابع المجني عليه: «كنت أعمل في الورشة، وفجأة وجدت نفسي مصابا وفقدت نور عيني إلى الأبد، أنا رجل مسالم، لا علاقة لي بالمشاكل، وكنت أسعى لكسب رزقي وتربية أولادي، لكن ما حدث لي لا يمكن السكوت عليه، ويجب أن يحاسب المتهمون حتى لا يتكرر الأمر مع شخص آخر».
واستطرد قائلا: «يريدون مني التنازل عن حقي، لكن كيف ذلك؟ لقد فقدت بصري، فمن سيعوضني عن حياتي وبيتي وعملي؟ حقي لن يضيع، والقانون هو الفاصل بيني وبينهم».
ضبط المتهمين
على الفور، كثفت أجهزة الأمن جهودها لضبط المتورطين في الواقعة.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات، تمكنت مباحث قسم ثان شبرا الخيمة من تحديد هوية المتهمين الرئيسيين في المشاجرة، وبدأت في ملاحقتهم لتقديمهم إلى العدالة.
وبعد أيام من البحث، نجحت القوات في إلقاء القبض على عدد من المشاركين في المشاجرة، وبحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء.
وبمواجهتهم، اعترفوا بتفاصيل الواقعة، وأقروا باستخدامهم الأسلحة خلال المشاجرة دون أي اعتبار لحياة الأبرياء.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل المتهمون إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
