طبول الحرب العالمية التجارية تدق.. غضب دولي وتنديد من تعريفات ترامب الجمركية
ردود فعل واسعة من جانب دول العالم، جاءت ردا على تعريفات ترامب الجمركية، التي حددت تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10% على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، ما يرفع الحد الأقصى إلى قرابة 50% على الواردات من بعض الدول.
وقبل شهرين، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ رؤيته الاقتصادية بشأن فرض رسوم جمركية على بعض الدول، بدءاً بكندا والمكسيك والصين، قبل أن يعصف الطوفان بدول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بلغت أكثر من 200 دولة وجزيرة وإقليم، فيما وصفه ترامب بـ "يوم التحرير".
وستدخل التعريفة الجمركية الشاملة بنسبة 10% حيز التنفيذ في 5 أبريل، بينما ستبدأ "التعريفات الجمركية المتبادلة" على دول محددة في 9 أبريل.
ويقدم موقع تفصيلة في هذا التقرير ردود أفعال الدول المختلفة على رسوم ترامب الجمركية، والتي تمثل أكبر تغيير في معايير التجارة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أفادت صحيفة الجارديان.
وصرح الرئيس الأمريكي، بأن هذه الرسوم تهدف إلى إنهاء عقود من الممارسات التجارية غير العادلة التي أضرت بالولايات المتحدة.
وتباينت الرسوم على بقية الدول التي لها تعاملات اقتصادية كبيرة مع الولايات المتحدة، من بينها كولومبيا التي كان لها النصيب الأكبر من التعريفات التي بلغت 49 في المئة، وكذلك فيتنام بنسبة 46 في المئة، بما يزيد على الصين التي بلغت الرسوم المفروضة على بضائعها 34 في المئة.
كما أعلن الرئيس الأمريكي فرض تعريفة جمركية على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة بنسبة 25 في المئة، ابتداءً من منتصف الليل بالتوقيت المحلي.
الهدف من فرض التعريفات الجمركية
محمد أويس، الخبير الاقتصادي، يرى أن التعريفات الجمركية الغرض منها هو خلق حرب تجارية للضغط على دول بعينها، لتحقيق أجندة أو أطماع سياسية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال أويس في تصريحاته، إنه يرى أن التأثير على الدول العربية سيكون بشكل "غير مباشر" في إطار الصدى العالمي للقرارات الأمريكية؛ حيث إن الدول العربية "غير معنية"، كما أن الصادرات العربية للولايات المتحدة، باستثناء النفط، ليست بالحجم الكبير مقارنة بالواردات الأمريكية.
وأكد أويس، على أن القرارات الأمريكية الجديدة التي تشمل الدول العربية، لم ترتكز في أصلها على فارق الفائض بين الصادرات والواردات كالدول الأوروبية، بل على مبدأ "المعاملة بالمثل".
مصير اتفاقية الكويز بين مصر وأمريكا فيما يتعلق الملابس
وضرب أويس مثالاً بمصر التي كانت تتمتع بإعفاءات جمركية طبقاً لاتفاقية "الكويز"، لا سيما فيما يتعلق بالملابس التي تصدرها مصر إلى الولايات المتحدة بما يقدر بـ 1.1 مليار دولار، ومع ذلك، كانت تفرض ضرائب بنسبة 10 في المئة على البضائع الأمريكية المستوردة، ما دفع واشنطن إلى مبدأ "المعاملة بالمثل".
فرص كبيرة لمصر والدول العربية بعد التعريفات الجمركية
وتابع الخبير الاقتصادي، أن للقرارات الأمريكية جانباً إيجابياً، يفتح الآفاق أمام فرص جديدة في السوق؛ فالمصانع الأمريكية التي كانت تصنّع منتجاتها في الصين، ستبحث عن دول بديلة كمصر أو دول عربية أخرى.
وينطبق الأمر ذاته، بحسب أويس، على الصين، التي ستبحث عن أماكن أخرى تُصنّع فيها منتجاتها وتصدرها للولايات المتحدة بشكل غير مباشر عبر دول تنخفض فيها نسبة الجمارك الأمريكية المفروضة.
وعلى هذا، فإن أويس يتوقع أن تخلق هذه الأزمة العالمية فرصاً للدول العربية أكثر من انعكاسها في صورة أزمة، على الرغم من تأثر المنطقة العربية بالاقتصاد العالمي ككل.
وحث الخبير الاقتصادي الدول العربية على ضرورة استغلال الفرصة، والتحرك من خلال دعوة الدول المتضررة إلى الاستثمار، بما ينعكش إيجاباً على اقتصاد الدولة.
القطاعات الأكثر تأثراً من رسوم ترامب الجمركية
- تجارة التجزئة والتجارة الإلكتروني.
- قطاع السيارات والمركبات.
- الصلب والالمونيوم.
- الزراعة والثروة الحيوانية.
- الأخشاب.
- الرقائق الإلكترونية.
- صناعة أجهزة الكمبيوتر.
- الأدوية.
- الخمور.
- السفر.
الأزمة تتصاعد وردود أفعال غاضبة
في ما يأتي أبرز ردود الفعل الأولية على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء على واردات بلاده من دول العالم أجمع ولا سيما من الصين والاتحاد الأوروبي.
الرسوم تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية
أكدت وزارة الخارجية الصينية، قبل قليل، أن الرسوم الجمركية الأمريكية تنتهك بشدة قواعد منظمة التجارة العالمية، مؤكدة على أن الرسوم الجمركية الأمريكية تضر بنظام التجارة الدولية، وفقا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية.
فيما أعلنت الصين الخميس أنها "تعارض بشدة" الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على صادراتها، متعهدة اتخاذ "تدابير مضادة لحماية حقوقها ومصالحها".
وقالت وزارة التجارة في بكين في بيان إن الرسوم الجمركية الأميركية "لا تتوافق مع قواعد التجارة الدولية وتضر بشكل خطير بحقوق الأطراف المعنيين وبمصالحهم المشروعة".
الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير على اقتصاد بريطانيا
بينما أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير سترومر، أن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير على اقتصاد بريطانيا، وقال "سأقاتل حتى الوصول الى اتفاق اقتصادي مع واشنطن.. وجميع الخيارات مطروحة للرد على رسوم ترامب الجمركية".
أما وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز، فأعلن أنّ المملكة المتّحدة ما زالت ملتزمة بالتوصّل لاتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، مشدّدا على أنّ لندن لا تعتزم اتّخاذ إجراءات انتقامية في الحال.
بدورها، ندّدت جماعة الضغط المعنيّة بالتصنيع "ميك يو كي" بقرار ترامب، مؤكدة في بيان أنّ هذه الرسوم "مدمّرة" و"ستقضي على عقود من سلاسل التوريد المتكاملة التي تربط المملكة المتحدة بالولايات المتحدة من خلال شركاء تجاريين آخرين".
كذلك، ندّدت بقرار ترامب جمعية مصنّعي وتجار السيارات في المملكة المتحدة، معتبرة إياه "إجراء مخيبا للآمال وربّما ضارا".
برنامج شامل للمكسيك
قالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينبوم، إن المكسيك لا تخطط لفرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة.
وذكرت في مؤتمر صحفي أن المكسيك ستعلن اليوم الخميس عن برنامج شامل، وليس فرض رسوم جمركية بالمثل.
كندا تتتهد بالرد
تعهّد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الردّ على رسوم ترامب، معتبرا أنها "ستغيّر جذريا" التجارة الدولية.
وقال كارني في أوتاوا: "سنتصدى لهذه الرسوم الجمركية بإجراءات مضادة"، معتبرا أن الرسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات "ستؤثر مباشرة على ملايين الكنديين".
ألمانيا تتحلى بالهدوء
دعت صناعة الكيميائيات الألمانية التي تُعتبر الولايات المتحدة أكبر مستورد لمنتجاتها الاتحاد الأوروبي إلى التحلي بالهدوء في ردّه على رسوم ترامب، مؤكّدة أنّ التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الضرر.
وقال اتحاد الصناعات الكيميائية الألمانية "في آي سي" الذي يضمّ خصوصا شركتي باير وباسف العملاقتين "نأسف لقرار الحكومة الأميركية، من المهمّ الآن لكل الأطراف المعنية التحلّي بالهدوء".
فيما ندّد اتّحاد صناعة السيارات الألماني (في دي إيه) بالرسوم الجمركية، مطالبا الاتحاد الأوروبي بالردّ عليها بقوة كونها "ستُسبّب خسائر فادحة" ومناشدا إياه في الوقت نفسه "الاستمرار في التعبير عن استعداده للتفاوض".
إيطاليا تحذر من اندلاع حرب تجارية
أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنّ رسوم ترامب "إجراء سيّئ"، محذرة من أنّ اندلاع حرب تجارية لن يؤدّي إلا إلى إضعاف الغرب.
وقالت ميلوني في بيان: "فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي إجراء أعتبره خاطئًا ولا يصبّ في مصلحة أيّ من الطرفين.. سنبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية ستؤدّي حتما لإضعاف الغرب لصالح جهات فاعلة عالمية أخرى".
البرازيل تسعى للمعاملة بالمثل مع أمريكا
أقرّ البرلمان البرازيلي قانونا يجيز للحكومة اتّخاذ إجراءات للردّ على أيّ قيود تجارية تعرقل صادرات البلاد، بينما قالت حكومة الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "نأسف للقرار الذي اتّخذته الحكومة الأميركية اليوم بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 بالمئة على كلّ الصادرات البرازيلية".
رسوم ترامب تغير علاقة أستراليا بأمريكا
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أنّ رسوم ترامب غير مبرّرة بتاتا، ومن شأنها أن تغيّر علاقة بلاده بالولايات المتّحدة.
إيرلندا تدعو الاتحاد الأوربي للرد المناسب
أعرب رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن عن أسفه الشديد لفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية بنسبة 20 بالمئة على واردات بلاده من الاتّحاد الأوروبي، داعيا الدول الـ27 الأعضاء في التكتّل إلى الردّ على واشنطن بطريقة مناسبة.
كولومبيا تؤكد أن أمريكا ترتكب خطأ
اعتبر الرئيس الكولومبي جوستافو بترو أنّ الحكومة الأميركية تعتقد أنّ زيادة الرسوم الجمركية على وارداتها عموما قد تزيد الإنتاج والثروة والعمالة، وقال: برأيي، قد يكون هذا خطئا فادحا.
الدنمارك لا أحد ينتصر الجميع خاسرون
قال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن إنّ الجميع استفادوا من التجارة العالمية، لا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة شنّ حرب تجارية على أوروبا، لا أحد ينتصر، الجميع خاسرون"، مؤكدًا أنّ أوروبا ستبقى موحّدة.أوروبا ستقدّم ردودا قوية ومتناسبة".
سويسرا تشدد على احترام القانون الدولي
أكدت الرئيسة كارين كيلر-سوتر التي فرض ترامب على بلادها رسوما جمركية بنسبة 31 بالمئة أنّ "المصالح الاقتصادية الطويلة الأمد للبلاد تشكّل الأولوية".
فيما حذرت اليابان من أنّ الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، والمعاهدة التجارية المبرمة بين البلدين.
بينما أعلن رئيس الوزراء التايلاندي بايتونغتارن شيناواترا الخميس، أنّ بلاده لديها خطة قوية للتعامل مع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتّحدة، مؤكدًا أنّ بانكوك تأمل بأن تنجح عبر التفاوض في خفض هذه التعرفات الباهظة البالغة نسبتها 36 بالمئة.
كوريا الجنوبية تستخدم جميع الموارد للتغلب على الأزمة
أعرب الرئيس بالإنابة هان داك سو عن أسفه لأن حرب الرسوم الجمركية العالمية أصبحت حقيقة، متعهدا باستخدام جميع موارد الحكومة للتغلب على الأزمة التجارية.
فيما قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الرسوم الجمركية الجديدة واسعة النطاق التى أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرضها على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين تقريبًا، والتي وصلت إلى ضريبة بنسبة 34% على الواردات من الصين و20% على الاتحاد الأوروبي، تهدد بتفكيك جزء كبير من هيكل الاقتصاد العالمي وإشعال فتيل حروب تجارية أوسع نطاقًا.