"طعنة في قلب العشرة".. قصة "عمرو" الذي قتل زوجته داخل غرفة نومها

كان البيت صامتًا، لكن قلب عمرو كان يصرخ، جلس الرجل الخمسيني على الأرض بجوار جثة زوجته، ينظر إليها دون دموع، يتحدث إليها وكأنها لم يقتلها قبل دقائق داخل منزل والدتها في العجوزة بالجيزة، وكأنها ما زالت زوجته التي دخل بيت أمها ليصالحها، لا ليقتلها.
عمرو أنور مدبولي، 50 سنة، محاسب، بدا كمن يحكي عن شخص آخر حين روى أمام النيابة تفاصيل جريمته، خطوة بخطوة، دون مواربة أو محاولة تبرير.
«إيمان اتغيرت»، هكذا بدأ حديثه؛ زوجته منذ عشرين عامًا، وأم أولاده، صارت لا تطيقه، تتهرب من حضنه، ترد بجفاء، ترفع صوتها، وتطلب الطلاق مرارًا.
يقول: «كنت كل مرة أقول عادي، مشاكل أي بيت، لكن لما بقيت ترفضني خالص، وتشيل تليفونها وتستخبى، الشك دخل قلبي. حسيت إن في راجل تاني».
هذا الشك، كما يقول، هو ما دفعه إلى ارتكاب الجريمة، ليس الغضب، ولا لحظة انفعال، بل قرار اتخذه بعد تفكير، ونفذه بهدوء مريب.
«كنت عايز أخلص من الشك»، قالها وكأن الشك مرض عضال لا شفاء منه إلا بالموت.
صباح يوم الجريمة، قرر أن يزورها في بيت والدتها بالعجوزة، لم يكن في يده ورد، بل سكين خبأها في شنطة سوداء اشتراها من محل أدوات منزلية في إمبابة.
اتصل بابنته، طلب منها أن تستأذن أمها لرؤيتها هي وأخوها: «كنت عايز أتأكد إنها هناك»، قال وهو يبرر تفاصيل خطته.
وصل إلى البيت، فتح له الأبناء الباب، طلب منهما الانتظار في الصالة، ودخل وحده غرفة النوم حيث تجلس زوجته.
لم تصدق نواياه، قالت له: «مش عايزة أتكلم»، لكنه كان قد حسم أمره.
أخرج السكين، صرخت إيمان، وحاولت الفرار، لكنه سبقها بطعنة في صدرها، تلتها طعنات أخرى، لم يتوقف حتى سقطت أرضًا، هامدة.
جلس بجانبها، يحدثها كأنها ما زالت حية: «إنتي اللي عملتي كده فينا»، ظل هناك حتى دخل أحد الجيران، فوجده جالسًا بجوار الجثة، ففر هاربًا وأغلق باب الشقة عليه حتى حضرت الشرطة.