اليوم العالمي لمرض باركنسون 2025.. هل تغيرات الصوت علامة تحذيرية للإصابة؟

في اليوم العالمي لمرض باركنسون 2025، يوضح الأطباء أن نبرة الصوت الهادئة أو المنخفضة قد تكون من أولى علامات مرض باركنسون.
ويكشف الأطباء أنه من خلال ملاحظة هذه التغيرات الصوتية الطفيفة مبكرًا، يمكن أن تساعد في إدارة هذه الحالة.
وفي هذه المناسبة، يستعرض موقع "تفصيلة" ما هو مرض باركنسون وأعراض الإصابة به.
ما هو مرض باركنسون؟
مرض باركنسون هو اضطراب عصبي متفاقم يُعرف عادةً بتأثيره على الحركة، مثل الرجفة، البطء، التصلب، ومشاكل التوازن.
ويصيب المرض أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم، ويحدث عندما تتوقف خلايا عصبية معينة في الدماغ عن إنتاج الدوبامين، وهو ناقل عصبي أساسي مسؤول عن حركة العضلات السلسة والمتناسقة.
التغيرات الصوتية كعلامة مبكرة
قبل أن تبدأ اليدين في الارتجاف أو الخطوات في التباطؤ، قد يظهر مرض باركنسون في صوت الشخص.
كما يوضح الدكتور أديتيا جوبتا، طبيب الأعصاب: "غالبًا ما يبدأ المرض بهدوء، ويكون غير مرئي، وفي الواقع، قد تكون التغيرات الطفيفة في الكلام والصوت - مثل انخفاض الصوت، الرتابة، أو بحة الصوت - من أولى أعراض مرض باركنسون، وقد تظهر أحيانًا قبل سنوات من ظهور العلامات الحركية الأكثر وضوحًا".

كيف يؤثر مرض باركنسون على الصوت؟
يؤثر مرض باركنسون على المادة السوداء في الدماغ، وهي جزء مسئول عن إنتاج الدوبامين.
ومع تضاؤل إمدادات الدوبامين، تتضاءل قدرة الدماغ على تنسيق حركات العضلات، بما في ذلك العضلات المسؤولة عن الكلام.
كما يقول الدكتور جوبتا: "من العلامات المبكرة انخفاض مستوى الصوت، حيث يصبح صوت الشخص خافتًا بشكل غير معتاد. المشكلة هي أن معظم الناس لا يلاحظون حدوث ذلك، يشعرون وكأنهم يتحدثون بصوتهم الطبيعي، ولكن الآخرين يبدأون في مطالبتهم بتكرار ما يقولونه أو التحدث بصوت أعلى".
وقد تتضمن هذه التغييرات ما يلي:
صوت أكثر نعومة أو أنفاسًا.
عدم وجود العاطفة في الكلام.
كلام غير واضح أو متسرع، يُعرف بالكلام المتلعثم.
بحة في الصوت أو تعب صوتي.
لماذا يتم تجاهل هذه العلامات؟
نظرًا لأن هذه الأعراض تتطور تدريجيًا، فإنها غالبًا ما تُنسب إلى التقدم في السن أو نزلات البرد أو التعب، وقد يظل الشخص المصاب غافلًا عنها.
يوضح الدكتور جوبتا: "إن حلقة التغذية الراجعة الداخلية في الدماغ معرضة للخطر، لذا قد يظن المصاب بمرض باركنسون أنه يتحدث بشكل سليم، حتى عندما يكون صوته بالكاد مسموعًا للآخرين".
ويضيف: "عادةً ما يكون المحيطون بالمريض، مثل الزوج أو الأبناء أو الزملاء، هم أول من يلاحظ التغيير".
أهمية الكشف المبكر
رغم عدم وجود علاج شافٍ لمرض باركنسون حاليًا، إلا أن التشخيص المبكر يُحدث فارقًا كبيرًا في إدارة الأعراض والحفاظ على جودة الحياة.
وكلما تم اكتشاف المرض مبكرًا، يمكن البدء في تلقي العلاجات مثل الأدوية والعلاج الطبيعي وعلاج النطق بشكل أسرع.
يقول الدكتور جوبتا: "يمكن أن تُشكل تغييرات الصوت في الواقع علامة حيوية مبكرة؛ إذا اكتُشفت مبكرًا، يُمكننا التدخل بشكل أسرع، مما يُساعد على الحفاظ على وظائف الصوت لفترة أطول".
البحث في الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن المرض
تجرى حاليًا أبحاث حول استخدام أدوات تحليل الصوت بالذكاء الاصطناعي للكشف عن مرض باركنسون استنادًا إلى التغيرات الصوتية الدقيقة، حتى عبر الهاتف، مما يؤكد مدى قوة الصوت كأداة للتشخيص المبكر.
كيفية ضبط تغييرات الصوت والكلام
يعد علاج النطق واللغة العلاج الأمثل لمشاكل الصوت لدى مرضى باركنسون.
يوضح الدكتور جوبتا: "من خلال تمارين صوتية منظمة، يساعد المعالجون على تحسين ارتفاع الصوت ووضوحه ونطقه".
ومن الأساليب الشائعة علاج LSVT LOUD، وهو علاج مصمم خصيصًا لمرضى باركنسون لإعادة ضبط إدراكهم لمستوى ارتفاع الصوت عند التحدث.
نصائح للمساعدة الذاتية
يوصي الدكتور جوبتا بما يلي:
اقرأ بصوت عالٍ يوميًا للحفاظ على قوة صوتك.
حافظ على نشاطك الاجتماعي لاستخدام صوتك بانتظام.
تجنب الهمس، الذي يجهد الحبال الصوتية.
حافظ على رطوبة جسمك ووضعيتك الجيدة.
مارس التنفس العميق لدعم الإخراج الصوتي.
لا تتجاهل الهمس
يقول الدكتور جوبتا: "على الرغم من خفته، إلا أن الصوت الخافت أو الرتيب قد يكون بمثابة نداء استغاثة مبكر من دماغك؛ كلما سمعناه مبكرًا، كانت استجابتنا أفضل، وهذا قد يغير مسار مرض باركنسون بأكمله".