إصابة فتاة بـ"رئة الفشار".. ما المرض وأعراضه وهل يمكن علاجه؟
عندما بدأت بريانا مارتن، البالغة من العمر سبعة عشر عاما، وهي مشجعة في المدرسة الثانوية، تعاني من صعوبات تنفس مفاجئة، لم تكن والدتها كريستي تتخيل أن السبب سيكون خطيرا جدا أو دائما.
ما بدا وكأنه نوبة هلع، تحول إلى حالة رئوية حادة ناجمة عن سنوات من التدخين الإلكتروني سرا.
كان التشخيص التهاب القصيبات المسدة، المعروف باسم "رئة الفشار"، وهو مرض نادر لكنه مدمر، يمكن أن يخلف أضرارا دائمة في الرئتين.
تذكرت كريستي قائلة: "اتصلت بي فجأة وقالت إنها لا تستطيع التقاط أنفاسها، وظلت تكرر: لا أستطيع التنفس؛ كان الأمر مرعبا للغاية"، بحسب Indian Express.
وأضافت: "لم أكن أتوقع الخبر الذي أخبروني به، وهو أن رئتيها تشبهان رئتي الفشار، وهو مرض دائم، وأن أطفالا يموتون بسببه؛ أخبروني أنها ستتعافى تماما لأننا اكتشفنا المرض مبكرا، لكنه قد يسبب أيضا مشاكل صحية مثل السرطان في المستقبل".
وتابعت: "يستغرق التدخين سنوات ليظهر تأثيره، ويمكن للرئتين الشفاء منه، لكن رئة الفشار لا رجعة فيها".
ووفقا للتقارير، استخدمت بريانا سيجارة إلكترونية للاستخدام اليومي مرة واحدة تقريبا لمدة ثلاث سنوات.
ورغم أنها أقلعت عن التدخين منذ ذلك الحين وتعتمد الآن على جهاز الاستنشاق، إلا أن الأطباء يقولون إنه لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله لعكس الضرر.
ما هو مرض رئة الفشار وأسبابه وطرق علاجه؟
يشتق اسم "رئة الفشار" من مادة كيميائية تسمى ثنائي الأسيتيل، كانت تستخدم سابقا لإضفاء نكهة على فشار الميكروويف، وهي الآن تستخدم في بعض منتجات التدخين الإلكتروني.
استنشاق هذه المادة مع مرور الوقت قد يؤثر على أصغر مجاري الهواء في الرئتين، مما يصعب التنفس ويسبب أعراضا تشبه أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
بدأت بريانا التبخير في سن الرابعة عشرة، فقط لتتغلب على القلق خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، وهو قرار كانت له عواقب وخيمة مدى الحياة.
لماذا يطلق على التهاب القصيبات المسدودة اسم "رئة الفشار"؟
يقول الدكتور شيفاكومار ك، كبير استشاريي أمراض الرئة: "التهاب القصيبات المسدودة، المعروف غالبا باسم رئة الفشار، هو حالة نادرة وخطيرة تلحق الضرر بأصغر مجاري الهواء في الرئتين، والتي تسمى القصيبات الهوائية، ويسبب التهابا وتندبا يضيق ويسد مجاري الهواء، مما يصعب التنفس تدريجيا".
ويضيف الدكتور فيكاس ميتال، أخصائي أمراض الرئة: "يؤدي هذا إلى ظهور عتامات بيضاء في الفراغات الهوائية بصور الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب للصدر، تشبه حبات الفشار، ومن هنا جاءت التسمية، ويؤثر ذلك على تبادل الأكسجين، مما يسبب فشلا تنفسيا، وقد يعاني المرضى من ضيق شديد في التنفس، ويحتاجون إلى الأكسجين، وقد تتفاقم حالتهم فجأة مما يتطلب استخدام أجهزة تهوية غير باضعة مثل (CPAP)، أو تهوية ميكانيكية باضعة".
كيف يؤدي التدخين الإلكتروني إلى الإصابة برئة الفشار؟
يشير الدكتور شيفاكومار إلى أن بخار التبخير، خصوصا الذي يحتوي على نكهات مثل ثنائي الأسيتيل، قد يهيج أنسجة الرئة الحساسة ويسبب التهابات مزمنة تؤدي إلى تندب في الشعب الهوائية الصغيرة، خاصة لدى المراهقين الذين لا تزال رئاتهم في طور النمو.
ويوضح الدكتور ميتال: "ليس من الصعب اكتشاف أو تشخيص الإصابة إذا كان هناك تاريخ واضح للتدخين الإلكتروني، ولكن قد يصبح التشخيص صعبا في حال عدم وجود إصابة سابقة، وقد يتطلب الأمر إجراء خزعة من الرئة".
هل يمكن الشفاء من رئة الفشار؟
العلاج الأمثل لالتهاب القصيبات المسدودة غير معروف حتى الآن، والبيانات المتوفرة محدودة.
يقول الدكتور ميتال: "في بعض الحالات، يتفاقم المرض رغم جميع العلاجات، وينتهي الأمر بفشل تنفسي يتطلب زراعة رئة. أما في حالات أخرى، فقد لا يتحسن المريض ولكن تستقر حالته لعدة سنوات".
ويضيف الدكتور شيفاكومار: "يسبب مرض رئة الفشار تلفا دائما في أنسجة الرئة، ورغم أن العلاج يساعد على السيطرة على الأعراض وإبطاء تطور المرض، فإن الشفاء التام نادر، وقد تشمل العلاجات موسعات الشعب الهوائية، والكورتيكوستيرويدات، وحتى الأكسجين الإضافي في الحالات الشديدة".
