لا غذاء ولا وقود.. إسرائيل توقف المساعدات وتعمّق مأساة غزة

أعلنت إسرائيل، يوم الأحد، وقف جميع المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر الحدودية بين إسرائيل والقطاع.

خلفية القرار

جاءت هذه الخطوة الإسرائيلية بعد يوم واحد من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه اتخذ هذا القرار لأن حماس رفضت مقترحًا أمريكيًا لتمديد وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وأكد نتنياهو أن القرار اتُّخذ بتنسيق كامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، مشددًا على أن إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن الأسرى، وإذا استمرت حماس في رفضها، فستكون هناك عواقب إضافية.

وفقًا لاتفاق غزة، كان من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار بعد اليوم الـ42 إذا استمرت المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.

لكن، رغم استعداد حركة حماس لمواصلة التفاوض حول المرحلة الثانية، لم تنخرط إسرائيل بجدية في المفاوضات.

المستجدات الأخيرة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء السبت، أن إسرائيل وافقت على مقترح أمريكي جديد لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن نحو نصف الأسرى المتبقين في غزة، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، لكن حماس رفضت المقترح.

حاليًا، لا يزال 59 أسيرًا إسرائيليًا لدى حماس في قطاع غزة، وتعتقد إسرائيل أن ما يصل إلى 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة، بينهم مواطن أمريكي.

ومن جانبه، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بقرار وقف المساعدات إلى غزة إذا تم تنفيذه.

وأشار بن غفير، إلى أن الوقت الحالي مناسب لقطع الكهرباء والمياه وعودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة. 

تفاصيل المقترح الأمريكي

المقترح الأمريكي، الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تضمن تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا إضافية.

وبحسب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ينص المقترح الأمريكي على التالي:

• في اليوم الأول من التمديد، سيتم الإفراج عن نصف الأسرى الأحياء ونصف الأسرى المتوفين.
• ستجري مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم خلال فترة التمديد.
• إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار، سيتم الإفراج عن باقي الأسرى الأحياء والأموات.

موقف حماس

قالت حركة حماس، يوم الأحد، إن موافقة نتنياهو على المقترح الأمريكي هي محاولة للتهرب من تنفيذ الاتفاق القائم والمفاوضات حول المرحلة الثانية.

وأضافت حماس في بيان، أن قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو ابتزاز وجريمة حرب، وانتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وألقت حماس باللوم على نتنياهو في عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وتأثير قراراته على مصير الأسرى الإسرائيليين، مؤكدة أن السبيل الوحيد للإفراج عن الأسرى هو تنفيذ الاتفاق وبدء مفاوضات حول المرحلة الثانية.

وطالبت الوسطاء والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.

جهود مصرية لحل الأزمة

وأكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الأحد، أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لحل الأزمة وتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كما انتقد القرار الإسرائيلي، مشددًا على أن استخدام المساعدات كأداة للعقاب الجماعي والتجويع في غزة أمر غير مقبول ولا يمكن السماح به.

التطورات الميدانية

في غضون ذلك، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات بطائرات مسيّرة على قطاع غزة يوم الأحد، أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين على الأقل

وبذلك، بلغ إجمالي عدد الضحايا منذ إعلان وقف إطلاق النار في غزة 116 فلسطيني، وأكثر من 490 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

الانتقادات الدولية

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأحد، جميع الأطراف على بذل كل الجهود لمنع العودة إلى الأعمال العدائية في غزة.

ودعا جوتيريش، في بيان، إلى استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.

 وفي 19 يناير الماضي، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.