"تطهير غزة".. ترامب يقترح خطة عبر مصر والأردن
عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن رغبته في استقبال مصر والأردن فلسطينيين من قطاع غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل.
ولم تصدر أي تعليقات مصرية أو أردنية بعد على تصريحات ترامب، التي طرح فيها تصورًا طالما رفضه البلدان.
ومنذ بداية الحرب في غزة، قادت مصر والأردن معارضة العالم العربي لأي نقل قسري من جانب إسرائيل للفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكر ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أن قطاع غزة هدم حرفيًّا، والناس هناك يموتون، وأفضل المشاركة مع بعض الدول العربية في بناء مساكن بمكان مختلف، حيث يمكن لهم أن يعيشوا في سلام من باب التغيير، وفق قوله.
وذكر ترامب أنه تحدث مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وطلب منه قبول الفلسطينيين من غزة، ويعتزم الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشأن هذا الأمر.
وأعلن الديوان الملكي الأردني في بيان، أن الملك عبد الله تحدث مع ترامب يوم السبت، عبر الهاتف، الذي هنأه على تنصيبه، وشدد على الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع جميع الأطراف للعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار للجميع في المنطقة.
لكن ترامب قال إنه ناقشا مع الملك عبد الله موضوعًا مختلفًا تمامًا وهو ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن، وإمكانية انتقال المزيد منهم إلى هناك من غزة.
يشار إلى أن استيعاب الأردن للاجئين الفلسطينيين بعد حرب عام 1948، والذين هجّرت إسرائيل بعضهم قسرًا، أصبح أحد أهم الأحداث في تاريخ المملكة.
وتستضيف المملكة الأردنية بالفعل أكثر من 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل، وفق الأمم المتحدة.
ترحيب إسرائيلي
ورحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن جفير، الأحد، باقتراح ترامب نقل الناس من قطاع غزة إلى الدول المجاورة.
وكشف اليميني المتطرف عبر موقع إكس، أن أحد المطالب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين.
وطالب بن جفير الذي غادر هو وحزبه الحكومة الائتلافية احتجاجًا على وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، نتنياهو بالعمل على تنفيذ اقتراح ترامب وتشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين.
رفض مصري أردني
وأعلنت مصر والأردن مرارًا رفضهما فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، مؤكدين التمسك بمسار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفكرة، قال الرئيس السيسي إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر.
وذكر السيسي، الأربعاء الماضي، أن مصر ستسعى إلى إعادة الخدمات لقطاع غزة كي يصبح قابلًا للحياة، وستسعى كذلك لمنع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.
وشدد على أن فكرة تهجير الفلسطينيين أمر ترفضه مصر، بشكل قاطع، حفاظًا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها.
وفي سبتمبر الماضي، عبّر ملك الأردن، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن رفضه فكرة تحول الأردن كوطن بديل للفلسطينيين، مشددًا على أن هذا لن يحدث أبدًا.
وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى استشهاد أكثر من 47 ألف فلسطيني، وإصابة 111 ألف على الأقل، وما يزيد على 11 ألف مفقود، منذ 7 أكتوبر 2023، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة أضرارًا أو دمرت حوالي 60% من المباني في قطاع غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وحوالي 92% من المنازل، ونزح ما يقرب من 1.9 مليون شخص داخليا في غزة، وفق الأمم المتحدة.
وكان التهجير حاضرًا بقوة في حياة الفلسطينيين في العقود الأخيرة، حيث يوجد حوالي 6 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء العالم، يتركز أغلبهم في منطقة الشرق الأوسط، معظمهم من نسل الأشخاص الذين فروا مع النكبة عام 1948.
