جريمة حرب.. رفض غربي لاقتراح ترامب بشأن نقل أهل غزة
أجمع غربيون ليس فقط على رفض اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وإنما رفض حتى مناقشته، باعتباره خطوة ستشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء، رفض بلاده اقتراح ترامب، مؤكدًا أن أي خطط لطرد مواطني غزة من هناك إلى مصر أو الأردن، غير مقبول.
حل الدولتين
وأكد شولتز، في مؤتمر انتخابي بالعاصمة الألمانية، برلين، دعمه لحل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب في سلام.
وأضاف المستشار الألماني، أنه يتعين أن يكون واضحًا أن السلطة الفلسطينية ستتولى المسؤولية في قطاع غزة.
وتابع شولتز، أنه يتعين عدم تبديد الأمل الهش في السلام الذي أصبح ممكنًا الآن، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري.
وأشار المستشار الألماني إلى أن السلام لن يتحقق ما لم يشعر السكان بأن هناك أملًا في مستقبل يحكمون فيه أنفسهم.
جريمة حرب
ومن جانبه، أدان السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز اقتراح ترامب، الذي عبّر من خلاله عن رغبته في أن تستقبل مصر والأردن فلسطينيين من غزة.
وقال ساندرز، عبر منصة إكس، إن ترامب قال إنه يريد (تطهير غزة)، وتهجير الملايين من الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، إلى دول مجاورة، هناك اسم لهذا التطهير العرقي، وهو جريمة حرب، هذه الفكرة المشينة يجب أن يدينها كل أمريكي.
اقتراح غير عملي
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن اقتراح ترامب المتعلق بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بدواعي نقلهم للإقامة في دول أخرى ليس عمليًّا.
وأضاف جراهام، أنه يجب أن يستمر ترامب في التحدث إلى زعماء الشرق الأوسط لمعرفة ما الخطة بالنسبة لمستقبل الفلسطينيين.
غزة للفلسطينيين
وبدوره، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أنّ غزة ملك للشعب الفلسطيني الذي يعيش فيها، ويجب أن يبقى الفلسطينيون هناك، وعلينا أن نساعدهم على إعادة بناء حياة جديدة.
وشدد ألباريس، على أنه يجب علينا أن نراقب المستوطنين العنيفين، والذين يقتلون الأبرياء في الضفة الغربية.
وأكّد أنّ المستوطنات غير القانونية مخالفة للقانون الدولي، ودانتها الأمم المتحدة، عدة مرات، مطالبًا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات الإنسانية والدعم، من خلال الأمم المتحدة، والأونروا، وعبر المساعدة على إعادة الإعمار، والدعم السياسي، في أقرب وقت ممكن.
وألمح إلى مخالفة حلفائه الأوروبيين قرار المحكمة الجنائية الدولية، مشيرًا إلى أن هناك بعض الدول، التي ستسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقدوم إلى أراضيها، مثل بولندا، والمجر، وربما فرنسا، على رغم وجود مذكرة توقيف بحقه صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
انتهاك خطير للقانون الدولي
من جهته، رأى وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أنّ أي تهجير قسري لسكان من غزة سيكون غير مقبول.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي، في بيان، على أنّ هذه الخطوة ليست انتهاكًا خطرًا للقانون الدولي فحسب، بل أنها أيضًا تقويض كبير لحلّ الدولتين، وعنصر مزعزع لاستقرار شريكينا المقرّبين: مصر والأردن.
وفي يوم الأحد، اقترح الرئيس الأمريكي، نقل أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى الدول المجاورة مؤقتًا أو على المدى الطويل، وهو الأمر الذي رفضته مصر والأردن مرارًا ويتمسكا بمسار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية.
رفض قاطع للتهجير
وفي الأثناء، أبلغ وزير الخارجية بدر عبد العاطي، نظيره الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأربعاء، رفض القاهرة نقل أو تهجير الفلسطينيين إلى خارج أرضهم، مشددًا على تنفيذ اتفاق غزة كاملًا، بما يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل مستدام.
وأكد عبد العاطي، أن التنفيذ الكامل لاتفاق غزة خطوة أساسية لاستعادة الهدوء والاستقرار، وبلورة أفق سياسي يسهم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، استنادًا لحل الدولتين ووفقًا للشرعية الدولية، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وشدد وزير الخارجية على أهمية عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يحرص على البقاء على أرضه ورفض النقل أو التهجير خارجها ومن ثمّ ضرورة احترام صمود هذا الشعب وحقه في تقرير المصير.
فلسطين للفلسطينيين
وجدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رفض المملكة بشكل قاطع أي حديث بشأن تهجير الفلسطينيين.
وقال الصفدي، في إحاطة أمام مجلس النواب، إن أي حديث عن الوطن البديل للفلسطينيين هو أمر مرفوض تمامًا، ولن نقبله وسنستمر في التصدي له.
وأكد أن وزير الخارجية، أن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني.
عودة النازحين الفلسطينيين
وفي يوم الاثنين، بدأ عودة النازحين الفلسطينيين طريق العودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، الذي يهدف إلى إنهاء الحرب التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي 70 في المئة من مباني قطاع غزة تعرضت لأضرار أو دُمّرت خلال الحرب الإسرائيلية التي خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه لمدة 42 يومًا يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة القاهرة والدوحة وواشنطن.