رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس مجلس التحرير
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
معتز سليمان

تصرف طائش.. 145 نائبًا ديمقراطيًّا يطالبون ترامب بسحب اقتراحه بشأن غزة

الرئيس الأمريكي ترامب
الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو

طالب أكثر من ثلثي الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، الرئيس دونالد ترامب بالتراجع عن اقترح استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة.

وأثار اقتراح ترامب بشأن غزة انتقادات من المشرعين في كلا الحزبين، حتى أن بعض الجمهوريين وصفوه بأنه غير قابل للتنفيذ ويتعارض مع سياسته المعلنة بعدم التدخل في الشؤون الخارجية.

وفي 4 فبراير الجاري، كشف ترامب في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم الولايات المتحدة السيطرة على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها إلى مصر والأردن.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وتتشبث القاهرة وعمان برفض تهجير فلسطيني غزة خارج أرضهم إلى أي دولة أخرى، وانضمت إليهما دول عربية وإسلامية، ومنظمات إقليمية ودولية.

وهذا الأسبوع، كرر ترامب تأكيده على أن الفلسطينيين لن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة بعد إعادة الإعمار بموجب خطته بشأن القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية خلال 15 شهرًا.

انتهاك الاتفاقيات الدولية

وعبّر المشرعون الديمقراطيون في رسالة إلى ترامب، عن شعورهم بالقلق من أن يدعو رئيس أمريكي إلى الإبعاد القسري والنزوح الدائم لمليوني شخص.

تم التوقيع على الرسالة من قِبل 145 من أصل 215 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس النواب، بقيادة النائبين شون كاستن (ديمقراطي من إلينوي) وبراد شيرمان (ديمقراطي من كاليفورنيا).

وقال النواب، إن مثل هذا الاقتراح لن يكون غير مقبول أخلاقيًا فحسب، بل سينتهك أيضًا اتفاقية جنيف، ويعرّض المصالح والقوات الأمريكية للخطر، ويقوّض مكانة الولايات المتحدة العالمية، ويهدد فرصة العمل مع شركائنا العرب في إعادة بناء غزة وإيجاد نهاية سلمية للصراع مع إسرائيل.

نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال قطاع غزة
نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال قطاع غزة

إقامة دولة فلسطينية

وأشار النواب إلى أنه يجب على الولايات المتحدة الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن تلعب دورًا بنّاءً في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأضاف الديمقراطيون إن مجرد الإشارة إلى محاولة الترحيل القسري لمليوني شخص جريمة في منطقة حرب متوترة وتصرف طائش وخطير.

وشدد النواب على أن المنطقة في حاجة ماسة إلى حلول حقيقية، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تروّج للتهجير القسري كحل لهذا الصراع.

ونوه النواب بأن تهجير فلسطيني غزة إلى الدول المجاورة لن يضمن أمن إسرائيل ولن يكون بديلًا لحل سياسي طويل الأمد.

وتابع الديمقراطيون أنه بدلًا من اتباع مسار غير قانوني وغير أخلاقي الذي اقترحه ترامب، عليه العمل مع إسرائيل والشركاء الإقليميين والدوليين، للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتطوير خطة واقعية مدعومة دوليًا لجعل القطاع مكانًا صالحًا للعيش لسكانه في أسرع وقت ممكن.

وأكد النواب أن العمل على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، هو الحل الوحيد القابل للتطبيق على المدى الطويل، والذي يمكنه تحقيق السلام والاستقرار والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

أنقاض المنازل المدمرة في شمال قطاع غزة
أنقاض المنازل المدمرة في شمال قطاع غزة

التهجير القسري

يشكل التهجير أو الترحيل القسري للسكان المدنيين انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.

والحظر المفروض على هذا الأمر كان جزءًا من قانون الحرب منذ قانون ليبر، وهو مجموعة من القواعد التي تحكم سير الأعمال القتالية، يعود تاريخه إلى الحرب الأهلية الأمريكية.

والترحيل القسري محظور أيضًا بموجب عدة أحكام في اتفاقيات جنيف، التي صادقت عليها الولايات المتحدة.

كما حدد ميثاق المحكمة العسكرية الدولية لعام 1945 بمدينة نورمبيرج الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية الترحيل القسري بوصفه جريمة حرب.

ويصنف نظام روما الأساسي، الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية عمليات التهجير القسري للسكان كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وإذا كان التهجير يستهدف مجموعة معينة على أساس هويتها العرقية أو الدينية أو القومية، فإنه يعد اضطهادًا أيضًا، وهو ما يشكل جريمة إضافية.

وبالنظر إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تعترف بدولة فلسطين كطرف في المحكمة، فإن لها الولاية القضائية على تلك الجرائم، إذا وقعت داخل غزة.

اعتبرت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية نافي بيلاي، أن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ترقى إلى التطهير العرقي.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

أنقاض المنازل المدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في غزة
أنقاض المنازل المدمرة جراء الحرب الإسرائيلية في غزة

خطة مصرية لإعمار غزة

والثلاثاء، أعلنت مصر، في بيان، عزمها طرح تصور لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.

وهذا الأسبوع، قاد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، جهودًا مصرية في الولايات المتحدة بهدف الضغط على صانعي القرار لوقف مخطط ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة.

وعقد وزير الخارجية سلسلة مباحثات أبرزها مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، تطرقت إلى التطورات الإقليمية وعلى رأسها مستجدات الأوضاع في قطاع غزة.

وأكد عبد العاطي، موقف القاهرة الثابت من أهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني والعمل على التنسيق مع الإدارة الأمريكية لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط يستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على ترابه الوطني.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

وأجبرت حرب الإبادة الإسرائيلية نحو مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

تم نسخ الرابط