من إسرائيل.. مشرعون أمريكيون يرفضون خطة ترامب بشأن غزة

رفض مشرعون أمريكيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري خلال زيارة إلى إسرائيل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد تهجير الفلسطينيين منه إلى دول أخرى.
والتقى مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ومن بينهم الجمهوري ليندسي جراهام، والديمقراطي ريتشارد بلومنثال في تل أبيب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن دعمه خطة ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة.

لكن جراهام، الحليف القديم لترامب والجمهوري الرئيسي في الكونجرس والذي يتمتع بنفوذ في السياسة الخارجية ومسائل الأمن القومي، قال للصحفيين إن مجلس الشيوخ ليس لديه رغبة لأن تسيطر الولايات المتحدة على غزة بأي شكل أو طريقة.
وقال جراهام إن الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترامب هو أنه بدأ مناقشة طال انتظارها، مشيرًا إلى أن الدول العربية تسعى حاليًا لإيجاد حلول بديلة أفضل لقطاع غزة.

غير قابلة للتنفيذ
ومن جانبه، وصف الديمقراطي بلومنثال خطة ترامب بشأن غزة بأنها غير قابلة للتنفيذ، وتوقع أن تطرح الدول العربية بديلًا قابلًا للتطبيق على أرض الواقع.
وأكد بلومنثال أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أقنعه بأن الدول العربية ستقدم خطة تشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتقرير المصير للفلسطينيين، وترتيبات الدفاع الإقليمية، والأمن لإسرائيل.
وأضاف أنه إذا كانت هذه الأمور جزءا من خطة عربية واقعية، فقد تكون نقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

تهجير الفلسطينيين
وفي 4 فبراير، فاجأ ترامب خلال مؤتمر صحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض، العالم بإعلان خطته بشأن غزة التي تنطوي على إعادة توطين الفلسطينيين في مصر والأردن، وهو ما رفضته القاهرة وعمّان على الفور وانضمت إليهما دول عربية وإسلامية، ومنظمات إقليمية ودولية
وتماهيًا مع خطة ترامب، أمر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، جيش الاحتلال بإعداد خطة تسمح للفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة إلى أي دولة ترغب في استقبالهم، عبر المعابر البرية أو من خلال ترتيبات خاصة للمغادرة عن طريق البحر والجو.
الموقف الإسرائيلي
وفي الأثناء، أعلن كاتس في بيان، إنشاء إدارة جديدة داخل وزارة الدفاع، مكلفة بتسهيل عملية تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، دون إمكانية العودة.
وقال إن الإدارة الجديدة ستضم ممثلين من مختلف الوزارات الحكومية وهيئات وزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق قدمت الخطة الأولية.
يأتي ذلك بعد يوم من مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الخطة التي طرحها ترامب لتهجير سكان غزة، هي الوحيدة القابلة للتنفيذ
واقترح نتنياهو، في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى، أن يكون للفلسطينيين في قطاع غزة خيار مغادرته إذا رغبوا في ذلك.

خطة مضادة
وفي المقابل، تقود مصر الجهود العربية لتطوير اقتراح مضاد، يتضمن إعادة إعمار قطاع غزة دون مغادرة سكانه، وقد يشمل صندوق إعادة إعمار، وتهميش دور حماس في القطاع.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل - بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 - إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وأجبرت حرب الإبادة الإسرائيلية نحو مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح داخليًّا في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ووفق الأمم المتحدة، يحتاج إعادة بناء غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي عصفت بالقطاع أكثر من 53 مليار دولار.