هل تستيقظ الساعة الثانية أو الثالثة صباحًا كل ليلة؟.. إليك السبب الصادم

قد يفاجأ الإنسان بمعرفة أن العديد من الأشخاص يستيقظون فجأة في منتصف الليل، حوالي الساعة الثانية أو الثالثة فجرا.

وإذا تكررت هذه الاستيقاظات، فإنها تستدعي استشارة طبية، إذ إنها ليست مجرد صدفة، بل قد تكون لها أسباب متعددة.

يبلغ الكثيرون عن اضطرابات نوم غير مبررة، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والإحباط في صباح اليوم التالي.

ورغم سهولة إلقاء اللوم على التوتر أو الأحلام العشوائية، فإن الأسباب الحقيقية لاضطراب النوم هذا قد تكون مفاجئة.

يستعرض موقع "تفصيلة" أهم أسباب الاستيقاظ ليلا، حيث توجد عوامل خفية متعددة، مثل الاختلالات الهرمونية، ونمط الحياة، وحتى استجابة الجسم للتوتر، والتي قد تسهم في هذه المشكلة.

دور الكورتيزول في الاستيقاظ الليلي

يلعب الكورتيزول، الذي يشار إليه عادة باسم "هرمون التوتر"، دورا مهما في دورة النوم والاستيقاظ.

في الظروف العادية، تبلغ مستويات الكورتيزول ذروتها في الصباح الباكر لمساعدة الجسم على الاستيقاظ، ثم تنخفض تدريجيا على مدار اليوم، لتصل إلى أدنى مستوياتها ليلا. 

لكن عند ارتفاع مستويات الكورتيزول بسبب التوتر أو القلق، يختل هذا الإيقاع الطبيعي، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.

ويساعد تقليل التوتر وممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم على تنظيم مستويات الكورتيزول وتعزيز النوم المتواصل.

اختلال التوازن الهرموني

يمكن أن تؤثر التقلبات الهرمونية، خاصة خلال فترة انقطاع الطمث، بشكل كبير على أنماط النوم.

وتعاني العديد من النساء من التعرق الليلي والهبات الساخنة، مما يؤدي إلى استيقاظهن المتكرر حوالي الساعة الثالثة فجرا. 

ويمكن أن يساعد علاج هذه الاختلالات الهرمونية من خلال العلاجات المناسبة وتعديلات نمط الحياة في تحسين جودة النوم خلال هذه المرحلة الانتقالية.

القلق والاستيقاظ الليلي

لا يلتزم القلق بجدول زمني محدد، وقد يظهر أثناء الليل، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ.

في ظل الهدوء وغياب المشتتات أثناء الليل، قد تزداد حدة الأفكار المقلقة، مما يسبب اضطرابات النوم. 

ويمكن أن تساعد ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمل قبل النوم، على تهدئة العقل وتقليل الاستيقاظ الليلي.

عوامل نمط الحياة المؤثرة على النوم

قد تساهم بعض العادات المسائية، دون قصد، في الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، ومنها:

1. الخيارات الغذائية

تناول وجبات دسمة أو حارة، أو المشروبات المحتوية على الكافيين قبل النوم، قد يؤدي إلى اضطراب النوم بسبب عسر الهضم أو زيادة اليقظة، مما يصعب الحفاظ على نوم متواصل.

2. وقت الشاشة

يؤثر التعرض للشاشات التي تصدر ضوءا أزرق قبل النوم على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. 

ويمكن أن يحسن الحد من وقت الشاشة مساء جودة النوم.

اضطرابات الساعة البيولوجية

تعمل أجسامنا وفق إيقاع الساعة البيولوجية، وهي ساعة داخلية تنظم دورات النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة.

وقد تؤدي اضطرابات هذا الإيقاع، مثل تلك الناجمة عن العمل بنظام المناوبات أو عدم انتظام مواعيد النوم، إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل. 

ويساعد الحفاظ على جدول نوم ثابت وتهيئة بيئة نوم مناسبة في إعادة تنظيم الساعة البيولوجية وتقليل الاستيقاظ الليلي.