استمرار طباعة العملات الورقية.. هل تراجعت مصر عن إصدار النقود البلاستيكية؟

يواصل البنك المركزي المصري طباعة العملات الورقية، ولكن بوتيرة أقل مقارنة بإصدار النقود البلاستيكية المصنوعة من خامات البوليمر التي تتميز بعمر افتراضي أطول ومقاومة أكبر للتلف والتلوث.

وفي وقت سابق، أعلن البنك المركزي استمرار طباعة العملات الورقية، وذلك رغم البدء في إصدار العملات البلاستيكية المصنوعة من خامات البوليمر منذ أربعة أعوام.

وأكدت مصادر مصرفية لـ"تفصيلة"، أن طباعة العملات الورقية لفئات 10 و20 جنيهًا لا تزال قائمة، إلا أن معدلات إصدارها أصبحت أقل مقارنة بنظيراتها البلاستيكية، في سياق استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم التحول نحو مجتمع رقمي أقل اعتمادًا على النقد التقليدي، مع الاستفادة من المزايا الاقتصادية والبيئية للنقود البلاستيكية الأكثر استدامة وعمرًا.

أسباب التوسع في طباعة النقود البلاستيكية

وأضافت المصادر أن قرار البنك المركزي بإصدار النقود البلاستيكية كان له أبعاد اقتصادية واستراتيجية مهمة، إذ يهدف إلى دعم التحول إلى مجتمع أقل اعتمادًا على النقد الورقي، مما يسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي وتعزيز المدفوعات الإلكترونية.

وتابعت أن من أبرز مزايا النقود البلاستيكية هو ارتفاع عمرها الافتراضي، حيث تدوم ثلاثة أضعاف عمر العملات الورقية التقليدية، ما يسهم في تقليل تكلفة الطباعة المتكررة التي تتطلبها العملات الورقية سريعة التلف.

دعم الاقتصاد الأخضر والحد من التلوث

وأوضحت المصادر أن إصدار النقود البلاستيكية يتماشى مع توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر، حيث تتميز هذه العملات بأنها أكثر نظافة وصديقة للبيئة، نظرًا لكونها مقاومة للمياه والأتربة، كما تقلل من فرص انتشار البكتيريا والجراثيم الناتجة عن تداول العملات الورقية.

وأشارت إلى أن تقليل الاعتماد على الأوراق النقدية التقليدية يسهم في الحد من الملوثات، مما يدعم الجهود الوطنية للحفاظ على البيئة والصحة العامة.

التدرج في تقليل العملات الورقية لصالح النقود البلاستيكية

ولفتت المصادر إلى أن طباعة العملات الورقية لم تتوقف، لكنها أصبحت تتم بمعدلات أقل تدريجيًا، في إطار خطة البنك المركزي لتعزيز استخدام النقود البلاستيكية (البوليمرية) بشكل أوسع.

وبدأ البنك المركزي في إصدار أولى العملات البلاستيكية في 2021 بفئة العشرة جنيهات، تلاها إصدار فئة العشرين جنيهًا، باستخدام أحدث التقنيات العالمية في تصنيع النقود.

مستقبل العملات البلاستيكية في مصر

وتوقعت المصادر أن يتم توسيع نطاق استخدام العملات البلاستيكية في الفترة المقبلة ليشمل فئات نقدية أخرى، في إطار التحول نحو نظام نقدي أكثر تطورًا وملاءمة لمتطلبات الاقتصاد الرقمي.

يأتي ذلك في إطار خطة الدولة لتنفيذ رؤيتها الرامية إلى تعزيز المدفوعات الإلكترونية وتقليل التعامل النقدي التقليدي، بما يتماشى مع متطلبات التنمية الاقتصادية المستدامة.