إسرائيل تتجاوز مهلة الانسحاب من جنوب لبنان.. ماذا يحدث؟
انتهت رسميًّا، الأحد، مهلة الـ 60 يومًا المحددة لانسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، وسط اعتداءات إسرائيلية على مواطنين لبنانيين حاولوا العودة إلى منازلهم في الجنوب الذي لا يزال محتل.
وقتلت قوات الاحتلال، الأحد، 15 شخصًا، وأصابت 88 على الأقل، واعتقلت آخرين، في مواقع عديدة في جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وكان آلاف الأشخاص حاولوا العودة إلى منازلهم في البلدات الجنوبية التي لا تزال محتلة، في تحد للأوامر العسكرية الإسرائيلية، مع انتهاء المهلة النهائية للانسحاب.
وفي يوم الجمعة، ذكرت إسرائيل أنها ستبقي قواتها في الجنوب بعد انتهاء مهلة الأحد، التي حددتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار الذي أوقف حرب العام الماضي مع حزب الله.
اتهامات متبادلة
وزعمت تل أبيب أن لبنان لم ينفذ بعد بشكل كامل الشروط التي تتطلب إخلاء جنوب لبنان من أسلحة حزب الله ونشر الجيش اللبناني.
ولم تحدد إسرائيل المدة التي ستبقى فيها قواتها في جنوب لبنان، بعد انتهاء مهلة الانسحاب من الأرض اللبنانية المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
في المقابل، أفاد الجيش اللبناني بأن أحد جنوده من بين القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد، متهمًا إسرائيل بالمماطلة في انسحابها من جنوب البلاد.
وأظهرت صور ولقطات بثتها وسائل إعلام لبنانية آلاف السكان يتجهون نحو عدة مواقع في جنوب لبنان في وقت مبكر من صباح الأحد، وكان بعضهم يحمل علم حزب الله، وصورًا لقيادات الحزب الذين قتلوا في الحرب.
وكان حزب الله اللبناني حذّر في بيان، من أن عدم انسحاب إسرائيل بعد انتهاء المهلة المحددة يُعد تجاوزًا فاضحًا للاتفاق وإمعانًا في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلًا جديدًا.
واتهم متحدث عسكري إسرائيلي، على موقع إكس، حزب الله بمحاولة تسخين الوضع، زاعمًا أن جيش الاحتلال سيبلغ سكان الجنوب اللبناني في المستقبل القريب بالأماكن التي يمكنهم العودة إليها.
انتهاكات إسرائيلية
وفي وقت سابق، ذكر وكيل الأمين العام لعمليات السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا، أن السلطات اللبنانية ملتزمة بتنفيذ التزاماتها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، في المقابل تتواصل أعمال الهدم الإسرائيلية للأنفاق والمباني والأرض الزراعية.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، إن المهلة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، لم يتم الالتزام بها بعد، وهناك انتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701 مستمرة يوميًا.
ظروف غير مهيأة
وذكرت بلاسخارت، في بيان، أن الظروف لم تتهيأ بعد للعودة الآمنة للمواطنين اللبنانيين إلى القرى القريبة من الحدود.
ومن جانبه، دعا الرئيس جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني حتى انتخبه البرلمان رئيسا للدولة في 9 يناير الجاري، أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والثقة في الجيش اللبناني.
وقال عون في بيان، إن سيادة لبنان وسلامة أراضيه غير قابلة للتفاوض، وأنا أتابع هذا الموضوع على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم.
ودار الصراع بين حزب الله وإسرائيل بالتوازي مع حرب غزة، وبلغ ذروته بهجوم إسرائيلي كبير على جنوب لبنان أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص.