تساقط الشعر.. هل يكشف عن اضطراب الغدة الدرقية؟

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورا حيويا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك نمو الشعر، لذلك يمكن أن تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية، سواء كان قصورا أو فرط نشاط، على صحة الشعر.

ويعد تساقط الشعر من أكثر المشكلات شيوعا حول العالم، إذ يمكن أن تساهم عدة عوامل في حدوثه، بدءا من نمط الحياة مرورا بالحالات الطبية وانتهاء ببعض الأدوية. 

ومن بين الحالات الصحية التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ، يأتي اضطراب الغدة الدرقية في المقدمة.

وأوضح الدكتور ساتيام تشاكرابورتي، استشاري الغدد الصماء، وفقا لموقع OnlyMyHealth، أن هرمونات الغدة الدرقية تلعب دورا حاسما في تنظيم نمو الشعر.

في قصور الغدة الدرقية تصبح بصيلات الشعر أقل نشاطًا

وقال: "يمكن لقصور الغدة الدرقية، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أن  يؤدي إلى ترقق الشعر وتساقطه"، مضيفا أنه في قصور الغدة الدرقية، تصبح بصيلات الشعر أقل نشاطا، بينما في فرط نشاط الغدة الدرقية، تتسارع دورة نمو الشعر، مما يتسبب في هشاشة الشعر وتساقطه بسهولة أكبر.

كيف يؤثر اضطراب الغدة الدرقية على نمو الشعر؟

نشرت مجلة Cureus دراسة أشارت إلى أن تساقط الشعر هو نتيجة شائعة في حوالي 50٪ من الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط الغدة الدرقية، و33٪ يعانون من قصور الغدة الدرقية.

أشار الباحثون إلى أنه بينما يمكن للغدة الدرقية غير النشطة أن تبطئ نمو الجلد والشعر، مما يؤدي أحيانا إلى بقاء الشعر في مرحلة الراحة لفترة أطول من المعتاد، فإن فرط نشاط الغدة الدرقية قد يتسبب في إنتاج الجسم لجزيئات ضارة تعرف بالأنواع التفاعلية للأكسجين (ROS)، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا، بما في ذلك بصيلات الشعر.

وقال الدكتور تشاكرابورتي: “الأكثر شيوعا هو ترقق الشعر المنتشر، حيث تقل كثافة الشعر بالتساوي عبر فروة الرأس، كما أن تساقط الشعر الكربي، وهي حالة يدخل فيها عدد كبير من الشعر في مرحلة التساقط في وقت واحد، يعد أيضا شائعا، وفي بعض الحالات، قد يعاني الأفراد المصابون بأمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية من الثعلبة البقعية، والتي تتميز بتساقط الشعر غير المنتظم في مناطق معينة”.

هل تساقط الشعر مرتبط بالغدة الدرقية أم شيء آخر؟

من المهم التمييز بين تساقط الشعر المرتبط بالغدة الدرقية وغير المرتبط بها لضمان إيجاد حلول مناسبة وفعالة.

ووفقا للدكتور تشاكرابورتي، فإن تحديد ما إذا كان تساقط الشعر ناتجا عن مشاكل الغدة الدرقية يتطلب تقييما طبيا شاملا.