توافق مصري تركي على رفض تهجير الفلسطينيين

أعلنت مصر وتركيا، الثلاثاء، رفضهما أي خطة لتهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، وشددتا على التمسك بحل الدولتين بوصفه الطريق لحل النزاع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره التركي، هاكان فيدان، عقب مباحثاتهما في العاصمة التركية أنقرة.

وشدد عبد العاطي، على العمل المشترك للتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة بين إسرائيل وحماس، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه المشروعة ووطنه.

إعمار غزة

ودعا عبد العاطي المجتمع الدولي إلى دعم إعمار قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم، مشيرًا إلى أن القاهرة تعتزم عقد مؤتمر دولي في هذا الصدد.

وأكد وزير الخارجية، أهمية الدعم التركي لكل الجهود التي ستبذل الفترة المقبلة بشأن إعمار غزة، مشددًا على أن المساعدات الإغاثية التركية المخصصة للقطاع المدمر محل تقدير.

ومن جانبه، شدد وزير الخارجية التركي على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا موحدًا لمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استئناف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال فيدان إن هناك تساؤلات في العالم أجمع عن طبيعة الموقف الذي ستتخذه حكومة نتنياهو بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

رفض التهجير

وبخصوص خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين، قال إن تركيا ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولات تهدف لطرد الفلسطينيين من وطنهم الأم، مؤكدًا هذه الفكرة تتعارض مع القانون الدولي والضمير الإنساني.

وذكر فيدان أن احتمالية أن يبدأ نتنياهو الحرب من جديد تقلق كل من يدعم السلام، مؤكدا أن فلسطين وإسرائيل تحتاجان إلى الهدوء والسلام بعد 16 شهرًا من الحرب.

وأضاف أن مثل هذه الخطوة (نقل الفلسطينيين) لن تؤدي إلى سوى إلى صراعات جديدة وتؤثر سلبًا على السلام في المنطقة، وعلينا أن أن نعارض أي محاولة لطرد الفلسطينيين من وطنهم.

وتابع وزير الخارجية التركي أن الأفكار المطروحة بشأن إرسال الفلسطينيين إلى مصر والأردن هي أفكار عبثية، وأننا سنعارض هذا الموضوع حتى النهاية، ونتضامن مع مصر في هذا الشأن.

وأشار فيدان إلى أن هناك قلقًا من تزايد الهجمات التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مشددًا على ضرورة وقف العمليات في الضفة والإرهاب الذي يمارسه المستوطنون فورًا.

حل الدولتين

وفي يوم السبت، أكدت 6 دول عربية في اجتماع وزاري عقدته في القاهرة، رفضها مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، داعية المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين.

ضم الاجتماع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، فضلًا عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن دولة فلسطين، وأمين عام الجامعة العربية.

رفض مصري 

في وقت سابق، طرح ترامب فكرة نقل المدنيين الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن أثناء إعادة بناء القطاع.

جاء اقتراح ترامب بالتزامن مع سريان اتفاق وقف النار في غزة وتصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع المدمر.

وفي يوم الأربعاء، رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي فكرة أن تيسر مصر تهجير سكان غزة إلى أي دولة أخرى، وقال إن المصريين سينزلون إلى الشوارع للتعبير عن استنكارهم، كما رفضه الأردن أيضًا.

وقال الرئيس السيسي، خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، إن مصر لن تشارك في تهجير الفلسطينيين، إنه عمل ظالم يهدد الأمن القومي المصري.

وشدد على التزام القاهرة الدائم بحقوق الفلسطينيين، وحرصها على أمنها القومي، وإيمانها بحل الدولتين كحل عادل ودائم للصراع.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.