صراع الخمور.. المشروبات الكحولية تدخل على خط المواجهة بين ترامب والقارة العجوز

في تصعيد جديد للحرب التجارية العالمية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على حلفائها وجيرانها، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على النبيذ والشمبانيا المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي.

ويأتي هذا التهديد في إطار رد ترامب على ضريبة فرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة 50% على الويسكي الأميركي، التي جاءت بدورها كرد على سياسة أمريكا بفرض ضرائب على بعض البضائع الأوروبية.

ترامب يهدد برد مباشر ضد الاتحاد الاوروبي

كتب ترامب على منصته «تروث سوشيال» إن هذه الرسوم الجمركية ستكون بمثابة رد مباشر على قرار الاتحاد الأوروبي، مضيفًا: «إذا لم يتم إلغاء هذه التعريفة الجمركية على الفور، فإن الولايات المتحدة ستفرض قريبًا تعريفة جمركية بنسبة 200٪ على جميع أنواع النبيذ والشمبانيا والمنتجات الكحولية القادمة من فرنسا ودول أخرى ممثلة في الاتحاد الأوروبي». 

اقرأ أيضا..

الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية في غزة تصل منتجع ترامب وساعة بيج بن

وشدد الرئيس الأمريكي، على أن هذا الإجراء سيكون مفيدًا جدًا لشركات النبيذ والشمبانيا في الولايات المتحدة، التي تسعى إلى الحصول على فرصة لتسويق منتجاتها المحلية.

رسوم جمركية على المنتجات الكحولية الأمريكية

الإجراء الأوروبي الذي أثار غضب ترامب، يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية على ويسكي بوربون الأميركي، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل.

ويعد هذا القرار جزءًا من حزمة إجراءات تصل قيمتها إلى 26 مليار يورو، جاءت كرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في وقت سابق بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، والتي بدأ تنفيذها يوم الأربعاء.

سياسة ترامب الجمركية

تأتي هذه التهديدات في ظل سياسة ترامب التجارية التي تستند إلى فرض رسوم جمركية على عدد من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والصين.

من جانبه يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هذه الإجراءات التي قام باتخاذها مؤخرًا والخاصة برفع الجمارك ضرورية لحماية الاقتصاد الأميركي، مدعيًا أن هذه الدول استغلت الولايات المتحدة تجاريًا على مدى سنوات. 

وشدد ترامب على أن فرض الرسوم الجمركية سيساهم في إعادة الوظائف إلى الداخل الأميركي، وهو ما يلقى رفضًا واسعًا من معظم خبراء الاقتصاد الذين يرون أن هذه السياسة قد تؤدي إلى ركود اقتصادي على مستوى كبير في الولايات المتحدة عكس ما هو متوقع من ترامب وإدارته الجديدة.

توتر بسبب التهديدات الجمركية

وتشهد الأسواق المالية العالمية حالة من التوتر جراء السياسات الجمركية الأمريكية، حيث أثرت التهديدات الجمركية سلبًا على سوق الأسهم الأميركي، ما أدى بدوره إلى فقدان المكاسب التي تحققت منذ انتخاب ترامب في نوفمبر الماضي.

اقرأ أيضًا..

تهديد وسخرية.. هل يطيح لوبي وزراء ترامب بإيلون ماسك من البيت الأبيض؟

وعلى الرغم من تحذيرات المستثمرين من التداعيات الاقتصادية السلبية لهذه الإجراءات التي يقبل عليها ترامب، فإن البيت الأبيض استمر في تجاهل هذه المخاوف، بينما بدا الرئيس الأمريكي غاضبًا من الإجراءات الانتقامية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي.

في وقت سابق، كشف الاتحاد الأوروبي عن خطته للرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وذلك بعزمه فرض رسوم جمركية مضادة على سلع أمريكية بقيمة 26 مليار يورو اعتبارًا من الشهر المقبل. 

اشتعال النزاع التجاري بين الطرفين

وجاء إعلان الاتحاد الأوروبي بعد ساعات من قيام الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وهو ما يعد تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية بين الحلفاء التقليديين. 

حيث أكد الاتحاد أن الرسوم الجمركية المضادة ستشمل مجموعة من المنتجات الأمريكية مثل الويسكي والدراجات النارية والقوارب، على أن يبدأ تنفيذها اعتبارًا من الأول من أبريل المقبل.

ومع تصاعد التوترات التجارية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير هذه السياسات على العلاقات الاقتصادية العالمية، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد بين الولايات المتحدة وحلفائها التجاريين، أو ستدفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلول توافقية تقلل من تداعيات الحرب التجارية المستمرة.