لماذا يرى بعض الأشخاص ضبابية أمام العين؟ السر في متلازمة الثلج البصري

تخيل أنك تنظر باستمرار إلى شيء ثابت وتري نقاط تشبه الثلج أمامك مباشرة، بشكل مستمر، وتنظر إلى العالم من خلال ضباب دائم من النقاط المتلألئة.

وبالنسبة لبعض الناس، هذه ليست مجرد تجربة عابرة، بل هي حقيقة واقعة وهذه الحالة، المعروفة باسم متلازمة الثلج البصري، هي اضطراب عصبي نادر يؤثر على كيفية معالجة المعلومات البصرية.

على الرغم من أنها لم تخضع للبحث الكامل حتى الآن وهي مصطلح حديث إلى حد ما، إلا أن متلازمة الثلج البصري يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الحياة اليومية.

يقدم موقع " تفصيلة" أهم علامات متلازمة الثلج البصري، وأسبابها المحتملة ومعايير التشخيص لفهم هذه الحالة بشكل أفضل وكيف يصفها الطبيب النفسي.

وصفت الدكتورة ديفيا غاي شوبرا، طبيبة نفسية ومتخصصة في علاج الإدمان ، متلازمة الثلج البصري بأنها "اضطراب نادر تصبح فيه الرؤية ثابتة، ويرى الشخص نقاطًا متناثرة متلألئة مثل الثلج". 

وتضيف أنه يمكن أن يرتبط أحيانًا بأعراض مثل رهاب الضوء (الحساسية للضوء)، والطنين رنين في الأذنين والقلق، واضطرابات النوم.

في الأساس، يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة الثلج البصري من تداخل مستمر من "السكون" البصري أو "الثلج" عبر مجال رؤيتهم بالكامل، سواء كانت أعينهم مفتوحة أو مغلقة. وقد يظهر هذا السكون على هيئة:

نقاط ملونة
نقاط بالأبيض والأسود
ومضات شفافة
أنماط وامضة
 

والسبب الدقيق لمتلازمة الثلج البصري غير معروف، ولكن من المتوقع أن يكون مرتبطًا بإثارة متزايدة في الفصوص القذالية، وهي الجزء من الدماغ المسؤول عن معالجة المعلومات البصرية

علامات وأعراض متلازمة الثلج البصرية

لا تقتصر متلازمة الثلج البصرية على رؤية الصور الثابتة، بل إنها غالبًا ما تأتي مع مجموعة من الأعراض البصرية وغير البصرية. 

الأعراض البصرية

النقاط الوامضة: تتمثل الأعراض المميزة في رؤية نقاط وامضة أو صور ثابتة في جميع أنحاء المجال البصري، ويحدث هذا حتى مع إغلاق العينين.

الرؤية الساكنة: رؤية صور لاحقة أو أشياء تتبع حتى بعد اختفاء الشيء الفعلي.

رهاب الضوء: زيادة الحساسية للضوء، مما يجعل البيئات الساطعة غير مريحة.

الرؤية الليلية: صعوبة الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة أو في الليل.

الظواهر الداخلية: رؤية صور داخل عينيك، مثل ومضات الضوء أو العوامات، حتى عندما تكون عيناك مغلقتين.

الأعراض غير البصرية

الصداع: الصداع المستمر أو المتكرر شائع.
 

التهيج: زيادة الحساسية للعوامل المسببة للتوتر اليومي.

الخمول: التعب المستمر أو نقص الطاقة.
 

صعوبة التركيز: صعوبة التركيز على المهام، غالبًا بسبب التشتيت الناتج عن الاضطرابات البصرية.

أسباب متلازمة الثلج البصري

في حين أن السبب الدقيق لمتلازمة الثلج البصري لا يزال لغزًا، فقد تم تحديد بعض المحفزات المحتملة، ولا تسبب هذه المحفزات الثلج البصري للجميع، لكنها تستحق الملاحظة. 

الارتجاجات أو إصابات الرأس: يبلغ بعض الأشخاص عن ظهور أعراض بعد إصابة في الرأس.

تعاطي المواد المخدرة  مثل عقار إل إس دي أو المهلوسات بظهور الثلج البصري.

مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): في حالات نادرة، قد تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب إلى اضطرابات بصرية.

وعلى الرغم من هذه الملاحظات، لم يجد الباحثون بعد رابطًا ثابتًا بين هذه المحفزات ومتلازمة الثلج البصري.

وعلى الرغم من ندرتها، تشير التقديرات إلى أن متلازمة الثلج البصري تؤثر على حوالي 2% إلى 3% من سكان العالم. 

وفي دراسة أجريت حديثا شملت 1100 شخص مصاب بهذه الحالة، كان متوسط ​​عمر المشاركين 29 عامًا، ومن المثير للاهتمام أن حوالي 40% من المشاركين أفادوا بمعاناتهم من الأعراض منذ أن كانوا قادرين على تذكرها.

وجدت الدراسة أيضًا أن متلازمة الثلج البصري تؤثر على كل من الرجال والنساء على حد سواء، على الرغم من أن النساء تميل إلى تجربة أعراض أكثر حدة، بالإضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 25% من الأشخاص المصابين بمتلازمة الثلج البصري أيضًا من اكتئاب شديد أو قلق، ويعاني العديد منهم من طنين الأذن.

كيف يتم تشخيص متلازمة الثلج البصرية؟
 

يتضمن تشخيص متلازمة الثلج البصرية  معايير تشخيصية محددة منها:

يجب أن تكون الأعراض مستمرة وليست مجرد مشكلة مؤقتة. 

يجب أن تظهر الأعراض لمدة 3 أشهر على الأقل.

إظهار اثنين على الأقل من الأعراض البصرية.